آه منك أنت يا (ضموري)
مدرب منتخبنا السعودي ريكارد الحبوب جداً و(اللزوز) جداً جداً بـ(الزاي) وليس بـ(الذال) في أول مؤتمر صحفي له عقده أول أمس دخل علينا من أولها شمال يمين وبالطول والعرض بات يدغدغ مشاعر الجماهير بـ(الضمير) وكأنه عارف إيه حكاية الضمير عندنا وحجم تأثيره وقيمته وغلاوته، ولهذا خاطبنا في البداية بكلام عاطفي ثم بعد ذلك تحدث لنا بلغة العقل والمنطق، حينما قال بمنتهى الصراحة: إن عدم اختياره للاعب الكبير محمد نور بسبب أن أسلوب اللاعب لا يتناسب مع طريقته في اللعب، حيث أحسست بعد هذه العبارة أو الجملة بأن سعادة الضمير بدأت يتحرك عندي قليلاً وتندمج مع فكره، فقلت في لحظتها: (آه منك أنت يا ضموري) فينك ما شفتك من زمان، ذكرتني بأيام (ماجد عبدالله) ومدرب اسمه (بينهاكر)، كان يوجد لديه حتة ضمير قال نفس كلام ريكارد عن ماجد عبدالله؛ صحيح أن هذا لم يعجب أحداً في ذلك الوقت، إذ ضحت به بإقالته لأنه كان يرغب في إبعاد (السهم الملتهب) عن تشكيلة المنتخب حتى إنه نتيجة هذا الرأي الفني وُصِف بالمجنون.
ـ عقب النتائج الإيجابية جداً التي حققتها الكرة السعودية في نهائيات بطولة كأس العالم 94م صفّق الجميع لقرار إقالة بينهاكر وتعيين المدرب الأرجنتيني سولاري بديلاً، إلا أن إخفاقنا الكبير في بطولة 98م ساهم في إيجاد (صحوة) نبهت قيادتنا الرياضية بضرورة تجديد الدماء والتركيز على منتخب شاب يتم إعداده وتجهيزه من خلال الاهتمام بالفئات السنية وإحياء دوري المدارس حتى تصل الكرة السعودية في بطولة كأس 2006م وليس عام 2002م إلى القدرة على (المنافسة) وكأن هذا التوجه الجديد بمثابة (اعتراف) غير مباشر بما كان ينادي به بينهاكر.
ـ كل تلك الوعود كانت حبر على الورق تبخرت، حيث لم يتغير شيء، إنما للأسف الشديد لاحظنا أن مستوى الأخضر تدنى وانحدر انحداراً غير متوقع صدمنا به بعد ثمانية ألمانيا، وعلى الرغم من هذه الصدمة العنيفة بقي سامي الجابر الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة في الملاعب ومنتخب لم نرَه (شاباً) في ظل الإصرار على (قناعات) لم تستفد من دروس إخفاقات مؤلمة أضرت بسمعة الكرة السعودية طيلة الفترة الماضية.. ولو كان ريكارد موجوداً لواجه نفس مصير كل المدربين الذين أشرفوا على المنتخب خلال البطولات القارية والعالمية السابقة، لأنه كان سوف يبعد كثيراً من الأسماء؛ ولا أطنه سوف يستغني عن محمد نور في عزّ مجده وتألقه بسبب رأي مسؤول في إدارة المنتخب، إنّما لنفس السبب الذي صرح به في مؤتمر (الجمعة) وهو عدم توافق أسلوب لعبه مع طريقته.
ـ لو قال ريكارد غير ذلك وبرر سبب إبعاد محمد نور عن المنتحب لكِبر سنِّه لكتبت رأياً يعبّر عن ضميري، ولطالبته على الفور هو وضميره بـ(الرحيل).. حيث إنني اتفق معه بأن (نور) رغم كل إمكاناته، إلا أنه يعاني من بطءٍ في تسليم الكرة ومزاجية في الأداء قد لا يتناسب مع سرعة الأداء الذي سيكون عليه الأخضر، بعدما تولى ريكارد مهمة تدريبه؛ وإن وجدنا أن وضع اللاعبين الذين اختارهم وحال المنتخب كما هو عليه دون تطوير في الأداء والأسلوب، حينذاك من حقنا كإعلام رياضي أن نصرخ بأعلى صوتنا (آه منك أنت يا ضموري) روح الله يستر عليك، نراك صورة (طبق الأصل) من كالدرون وناصر الجوهر وبيسيرو.