2011-06-29 | 18:00 مقالات

أسوأ وأسعد خبر‎

مشاركة الخبر      

قبل معرفتي بشخصية منصور البلوي اختلفت معه على ورق الصحافة مع بداية ظهوره أولاً كشاعر أغنية باسم(منصورالشادي) ثم كاتحادي حتى وصلنا إلى قاعات المحاكم وعندما عرفته عن قرب عقب انتخابه رئيسا لنادي الاتحاد وجدت فيه طيبة قلب(طفل) ورقة مشاعر إنسان مرهف الإحساس ومن السهل جدا أن تتفق معه حتى وإن كنت معارضا مخالفا له في الرأي ولديه قدرة فائقة جدا على الإقناع بأسلوب فيه من الجدية وأحيانا كثيرة تطغى عليه روح(المداعبة) الخفيفة مع ميزتين يتمتع بهما لم أجدهما في غيره من اتحاديين وزملاء حرف، الميزة الأولى ذاكرة خارقة في حفظ المواقف والمشاهد بكامل تفاصيل أحداثها وشخوصها وأرقامها وفي أيضا لكل سطر يقرؤه في كتاب اطلع عليه أو جريدة تصفح أخبارها وما نشر من مقالات لأبرز كتابها حيث
بإمكانه بعد سنتين أن يسرد عليك كامل المقال الذي كتبته ككاتب ربما تنسى ما سطره قلمك، أما الميزة الثانية(ثقافة)عالية جدا جدا في أي موضوع يطرح في شتى مجالات الحياة لدرجة تدعوك إلى حيرة في أمرك على هذا الكم الهائل من المعلومات التي يختزنها وتستعجب حينما تعرف برنامج حياته اليومي وعدد الساعات التي ينامها والتي و(إن ضربتها الحمى) خمس ساعات فتسأل من أين حصل على هذه المعلومات القيمة وهو جالس في خيمته ومكتبه وبين أقاربه وأصحابه ومعارفه وكأن هناك شخصا مكلفا منه ليقدم له نشرة يومية متكاملة.
- منصور البلوي لا تملك إلا أن(تحبه) رغم غضب كان يسيطر عليك من خلال موقف أو تصرف لم تتوقعه منه حيث تتصافى معه مع (روحه) الحلوة والبسيطة فتنسى هفواته بمجرد سماع صوته وهو يقسم بالله بأنه لم يقصدها أويتفوه بها، ويمتد إعجابك في شخصيته(المرحة) أن الحياة بكل مشاغلها وهومها وصراعاتها يعتبرها(تسلية) لا تأخذ منه ذلك الاهتمام إلا(نادرا) فيه من(التواضع) الذي تراه على حقيقته مع من يخدمونه وهو يأكل معهم على مائدة طعام واحدة ويلعب ورقة البلوت والطاولة معهم وكأنهم إخوانه وأصدقاؤه لا يفرق بينهم، ومع بناته قصة(حنان) لا مثيل لها تراها في عينيه وابتسامة غيرعادية تملأ الكون فرحا وفي ملاطفته لواحدة منهن لغة أب عاد لطفولته وهن الوحيدات من خلال نظراته يمكن أن يتنازل عن كل شيء في مقابل أرضائهن حيث ينسى الفرح والعمل في لحظة أبوية تعطي في ملامح تعامله أسمى معاني(الحنان).
- رغم أنه لم يكن أكبر إخوانه إلا أن والده كان ينظر له بصفة الابن الأكبر إذ كانت تمثل لي هذه(الخصوصية) معاني كبيرة مرتبطة بعدة تفسيرات لها علاقة بمكانة(زوجة) من بين زوجات أخريات لها خاصية تميزها هي وأبناءها إلا أنني لاحظت أن خصال التربية جمعتهم في(محبة) واحدة وأن طيبة(قلب) منصور وشطارته وفهلوته ربما هي من جعلته يحظى بتلك الخصوصية عند أبيه ناهيك عن ابن يخضع (ذليلا) لإرضاء أمه شفاها الله.
ـ من خلال علاقتي بهذه الشخصية(الظاهرة) في فترة من الفترات التي أعتبرها الأجمل في مسيرة لها ارتباط بناد كبير كنت أنوي تأليف كتاب عنه وما كتبته اليوم في هذه المساحة القليلة جدا ماهي إلا مقدمة قصيرة مختصرة كانت وليدة اللحظة جاءت في اليوم التالي من إعلانه اعتزاله الوسط الرياضي حيث مثل لي هذا الخبر أثناء استقبالي له قمة (التناقض) في المشاعر أحاطت بي(حزنا) كبيرا كـ(أسوء) خبر سمعته و(فرح) لايوصف كـ(أسعد) خبر سمعته أيضا وذلك من خلال علاقة أخ أكبر وصديق اختلفت معه (أخاف)عليه من نفسه في وقت(صعب) يحتاج من كل من(يحبه لشخصه) أن يكون(صادقا) معه ويقول له(أحسن ما فعلت) مع يقيني أنه سيعود يوما ما وهو أكثر(قوة) بفكر(مختلف) ورؤية مشرقة لمرحلة أفضل.