هلالية فنيا ونفسيا اتحادية
مواجهة الاتحاد والهلال أصبحت أمرا واقعا لامفر من إقامتها هذا المساء، مع أن عدداً من محبي الناديين (تمنوا) تأجيلها لمرحلة نهائيات تعطي الأفضلية للكرة السعودية، وأمل تحقيق البطولة القارية لأحد ممثليها مايعني أن أحد الفريقين لابد له من لحظة (وداع) عسيرة جدا سيذوق مرارتها في حالتين، أما أثناء سير المباراة هذا في حالة (تفوق) واضح للفريق المنافس أو بعد إعلان صافرة الحكم الكوري نهايتها سواء في وقتها الأصلي أو الإضافي أو بضربات الترجيح.
ـ المعطيات الفنية لكلا الفريقين ترجح كفة الهلال للفوز لامتلاكه خطي (وسط وهجوم) ناريين، يتطلب من مدرب الاتحاد (فصل) أحدهما عن الآخر كأفضل طريقة قد تساعد الفريق الاتحادي على بسط وفرض أداء لاعبيه وبالتالي (إضعاف) القوة (الثلاثية) لأصحاب القامات القصيرة (الشلهوب والدوسري والفريدي)، والذي أتوقع من كالديرون أن يوجه بمشاركتهم منذ بداية اللقاء، لحالة (الانسجام) غير الطبيعي الظاهر لي في أكثر من مباراة بينهم، ناهيكم عن (أبوثلاثة) رئات (ويلي هامسون)، فهو العقل (المدبر) الذي له دور مؤثر جدا في تطبيق خطة (الاختراق) سواء من الجهة اليمنى التي (يصول ويجول) فيها أومن خلال (العمق) عبر تسهيل لأولئك الثلاثي مهمة التمريرات (القصيرة) الكفيلة بـ(إرباك) أسامة المولد والمنتشري، ما لم يكن هناك إنقاذ (سريع) عبر تنظيف المنطقة أولاً بأول و(عزل) كامل لولي هامسون مثلما كان ذلك في نهائي كأس الملك بالموسم المنصرم.
ـ أما من ناحية الفريق الاتحادي (المنتشي) معنويا كجانب (نفسي) بتواجد (ديمتري) مدربا، فهو وإن أعطى تفاؤلا في مباراتي (الشباب والنصر) وبالذات الثانية فإن الملاحظ على خط الدفاع يعاني من (اهتزاز) شديد وتحديدا فيما يخص (البطء) الغريب الذي ليس له مبرر في (تخليص) الكرة، إضافة إلى أخطاء بسيطة جدا يقع فيها لاعبو الدفاع داخل منطقة الجزاء أو بالقرب منها، وكثيرا (ما جابوا العيد) وساهموا بالتالي في إضاعة جهد زملائهم وإحباطهم، ولا أدري إن كان (الداهية) تمكن من (معالجة) هذه الأخطاء خلال الأيام القليلة الماضية أم لا.
ـ بين (قوة) الزعيم و(عودة) روح النمور الذين يتفوقون اليوم باللعب على أرضهم وبدعم جماهيرهم إلى جانب مستوى اللقاءات التي تجمع الفريقين التي عادة ما تأتي ممتعة فنيا ومثيرة جماهيريا، فإنني أتوقع أن يحتكمان لضربات الترجيح بما يعني أن نسبة الفوز والخسارة (ففتي ففتي)، خاصة أن اللقاءين اللذين جمعاهما في دوري زين هذا الموسم انتهيا بـ(التعادل)، ولهذا أرى وفقا لهذه المعادلة أننا أمام (خماسية) ترجيحية ثانية تذكرنا بنهائي الموسم المنصرم في بطولة محلية قابلة لأن تتكرر أو يكسبها الأزرق.
ـ ولعل الأهم من ذلك كله هو التزام اللاعبين والجماهير من كلا الناديين بالروح الرياضية ليعكسوا صورة مشرفة عن الكرة السعودية لاتجعل من (الأغراب) يوجهون سهام النقد لنا، حيث يجدونها (فرصة) تدين من كان لهم موقف من حالات فوضى وشعب في بعض ملاعب الأندية الآسيوية وبالأخص في الآونة الأخيرة و(العارف لايعرف).