نظام (ساهر)
والكيل بمكيالين
قبل أسبوعين تقريباً وتحديداً كنت على موعد مع الزميل القدير صالح الشيحي الكاتب الصحفي بجريدة (الوطن) والذي أصبح الآن أيضاً مذيعاً في إذاعة (ألف ألف) كمقدم لبرنامج يعنى بـ(قضايا سعودية)، وذلك للمشاركة في هذا البرنامج بناء على دعوة منه، وأثناء ذهابي بسيارتي إلى مقر الأستوديو أدت (زحمة) السير إلى تأخري وبالتالي تجاوزي السرعة (القانونية) المحددة في الطريق المؤدي لمبنى الإذاعة، فكان نظام (ساهر) لي بالمرصاد، وقد أحسست بذلك من خلال الضوء (الكاشف) الذي نبهني إليه نظام ساهر الذي (كفسني) وبالتالي لابد لي من تشديد (الغرامة).
ـ وبما أن أنظمة المرور واضحة في هذا الجانب فلم أتردد في قبول (العقوبة) القانونية التي اتخذت في حقي كـ(مخالف)، مع اعترافي بـ(الخطأ)، ويقيناً بأنني لست الوحيد الذي طبقت عليه العقوبة، حيث توجهت بعدها بأيام وقمت بدفع الغرامة وقدرها (300) ريال مع أنه كان بمقدوري الذهاب إلى مدير مرور جدة وهو (جاري) ونصلي يومياً مع بعض في مسجد واحد وأطلب (واسطته) على اعتبار أنني لم أكن (متعمد) تجاوز السرعة، ولكن حرصي على الوصول في الموعد المحدد هو السبب، كما كان باستطاعتي إيجاد (مبرر) آخر بأنني شاهدت في نفس الوقت أكثر من سيارة في نفس الطريق كانت (مسرعة) كنوع من التحايل حتى أتلافى دفع الغرامة إلا أنني لم (أفعل).
ـ تعمدت أن أسرد هذه القصة (الحقيقية) التي حدثت لي لأؤكد أن (عدالة) القانون حينما تطبق على الجميع بدون أي (استثناءات) وفقاً لتفسيرات وأمزجة (تكيل بمكيالين) فإن الجميع يكون (سعيداً) بمجتمع تسود كافة أفراده (العدالة) لشعور يجعله فخوراً معتزاً بـ(وطن) يتعامل مع الجميع بـ(ميزان) لا تفرقة بين أبنائه كلهم في حضرة القانون والأنظمة (سواسية).
ـ بينما يختلف الوضع تماماً وهذا الشعور، حيث إن (الغبن) سوف يصيب هذا (المواطن) ويسيطر على مشاعره لأن هناك من تعدى على (حقوقه) وتعامل معه كموقف (شخصي) فيه ممارسة (ظلم) يعطي انطباعاً له ولبقية أفراد المجتمع أن هناك ممن منحت لهم سلطة تشريع الأنظمة والقوانين (يعبثون) بها وفق (أهوائهم وعلاقاتهم) الشخصية ومصالح خاصة، وهذه (جريمة) كبيرة في حق (الوطن والمواطن) لها عواقبها الوخيمة التي تؤدي حتماً إلى (الاستهتار) بالأنظمة والقانون وعدم المبالاة (تجيء زي ما تجي عليا وعلى أعدائي) إضافة لـ(احتقان) يؤدي إلى (الفوضى) ونشر (الفساد) .
ـ على فكرة كان موضوع حلقة برنامج صالح الشيحي يتحدث عن (التعصب الرياضي) في المملكة العربية السعودية كـ(ظاهرة) موجودة، ما هي أسبابها وطرق علاجها؟ فقلت إن من أهم وأبرز أسبابها غياب (العدالة) في تطبيق الأنظمة والقوانين بين الأندية، وكذلك منسوبيها، وغياب الضمير، ولا يمكن وضع حد لهذه
(الظاهرة) الخطيرة جداً في ظل وجود من يدعم وجودها بالتعامل مع أفراد المجتمع الواحد بنظام (الكيل بمكيالين)، وهي مشكلة لن (تحل) في ظل أدلة قاطعة تقدم لنا يومياً لعبة كرة القدم ومن يديرون شؤونها فهم (السبب) والله المستعان.
ـ قضية شائكة والحديث عنها ومناقشتها أصبح لا فائدة منه إطلاقاً ولن تجدي أي حلول في معالجة (التعصب الرياضي) إلا إذا استطاعت الدولة (حفظها الله) التعاقد مع (نظام ساهر) يختص بالمنظومة الرياضية الخاصة بكرة القدم على مختلف تخصصاتهم ومواقعهم، فتلك مسؤولية (أمير الرياضة والشباب) والأمل (معقود) عليه لتحقيق ذلك.. والله المستعان.