الخبير (الأمريكي) عماها
اطلعت بالأمس على التغطية الخبرية للاجتماع الشهري للجنة الحكام الرئيسية والذي أعتبره من وجهة نظري خطوة (حضارية) من رئيسها عمر المهنا لسببين لا (ثالث) لهما، السبب الأول يعود إلى حرص اللجنة على (مكاشفة) حكامها بأخطائهم بمنتهى (الشفافية) حتى لو أدت إلى مصارحتهم بها وتوجيه (انتقادات) حادة لهم بوجود وسائل الإعلام، بينما السبب الثاني هو انفتاحها أمام الإعلام بالسماح لمنسوبيه بحضور هذا الاجتماع رغبة في تحقيق أهدافه الرامية إلى نشر (الوعي) التثقيفي لقانون كرة القدم لجماهير الكرة من خلال مناقشة أبرز أخطاء الحكام على مدى شهر كامل.
ـ في نفس الوقت لا يمنعني إعجابي بهذه الخطوة من (مصارحة) اللجنة بآراء أتمنى من كافة (أعضائها) تقبلها بمنتهى (الروح الرياضية) والتي تخص بعض الآراء التي أطلقها (خبير) التحكيم الأمريكي عيسى ميست ضمن (انتقاداته) للحكم الدولي (سعد الكثيري)، ففي الوقت الذي برأ ساحته لعدم احتسابه ضربتي جزاء والتمس له (العذر) إلى حد ما لإلغائه هدفاً صحيحاً ـ حسب قوله ـ (أثر) على نتيجة المباراة، وأكد على وقوع الكثيري في (مجموعة) أخطاء من بينها عدم إشهاره البطاقة الحمراء لمدافع الفريق الأهلاوي بعدما حرم مهاجم النصر محمد السهلاوي من فرصة تسجيل هدف إلا أن الخبير الأمريكي (جاب العيد) حينما قال نصاً (إن الكثيري يستحق أن يقود مباراة للناشئين وليس للاعبين محترفين)، حيث إنه بهذا الرأي ينطبق عليه المثل القائل (جاء يكحلها عماها) على اعتبار أن نظرة اهتمامه كخبير تحكيمي بمباريات الناشئين الهواة أقل من اهتمامه بمباريات المحترفين وهي نظرة (خطيرة) جدا تعكس حقيقة أن التحكيم لدينا لن يتطور ما دام أنه يحمل هذا (التوجه)، كما أن مستوى الكرة السعودية في ظل عدم الاهتمام بـ(القاعدة) من خلال اختيار حكام في مستوى (الكثيري) ليتم تكليفهم بقيادتها لا يبشر بالخير إطلاقاً.
ـ ولم يكتف (الخبير) التحكيمي بهذا الرأي (الخطير) إنما قال كلاماً أكثر (خطورة) يجب ألا يمر مرور الكرام عليه حيث قال (إن مشكلة الحكم السعودي تكمن في التمركز وهذا لا يأتي إلا باللياقة وليس بالسحر)، فما علاقة الحكام بـ(السحر) إذ إنني أضع (عشرة) خطوط تحت هذه الكلمة إن قالها بهذا المعنى حسبما نشر نصاً في إحدى الصحف بعددها الصادر أمس تاركاً لرئيس اللجنة والمسؤولين مهمة تفسيرها وكذلك رؤيتهم في إسناد مهمة قيادة مباريات (الناشئين) لحكام (أقل) كفاءة من حكام دوري المحترفين.
ـ من خلال هذا الرأي الذي أطرحه والذي جاء (متناسقاً) مع (الشفافية) التي تتعامل بها اللجنة مع وسائل الإعلام حسب الهدف من توجيه الدعوة لمنسوبيها لحضور الاجتماع الذي تعقده شهرياً وتقوم بتغطيته دون أي محاذير (تمنع) النشر فأرجو ألا يفهم (انتقادي) للخبير التحكيمي (عيسي ميست) بأنني ضده أو ضد عمل اللجنة بقدر ما أن آراءه أثارت عندي وربما لدى غيري (علامات استفهام وتعجب) فإذا كان هذا (فكر) من يقوم الاتحاد السعودي لكرة القدم بـ(الاستعانة) بهم لتطوير التحكيم لدينا، فلنا أن نقول (على التحكيم السلام).. وعلمي وسلامتكم من كل (شر) وسامحونا.