(ينحرقوا)
طامة كبرى أن تتحول رسالة النقد في إعلامنا الرياضي إلى مفاهيم وأبعاد خارجة تماماً عن مبادئه الأساسية الهادفة إلى معالجة الأخطاء وأي قصور سعياً للإصلاح والتطوير لتتجه نحو أطر تخدم مصالح شخصية وفق علاقات مرتبطة بالأندية والقائمين عليها والأخطر من ذلك كله ما هو حاصل الآن من خلال بناء (تكتلات) إعلامية باتت (مكشوفة) سواء على مستوى منسوبي الكلمة أو الشخصيات التي تحركها وتوظفها لتقوم بأدوار معينة حسب خطط (مدروسة) ومرتبة بعناية فائقة جدا وفي ذلك (إساءة) بليغة جدا للإعلام الرياضي بصفة عامة والمهتمين بالكتابة في مجال النقد بصفة خاصة.
ـ وعندما ألفت النظر إلى هذه (الظاهرة) وأحذر من عواقبها المستقبلية على الرياضة في بلادنا فإنني أركزعليها كمشكلة يجب أن توضع (تحت المجهر) وهذا ما لاحظته في كثير من الآراء التي طرحتها من خلال منبر «الرياضية» ومنابر إعلامية أخرى، حيث أجد هناك من (يلومني) لأنني تبنيت نقداً يخدم مصلحة ناد على حساب مصلحة النادي الذي أشجعه وأندية أخرى من المفترض من مسؤوليها أو إعلامها القيام بالدفاع عن حقوق أنديتها واللاعبين بدلاً من أنك (تورط) نفسك في آراء جريئة في حين أن أصحاب الشأن لم يعيروها اهتمامهم وكأن الأمر لا يعنيهم حيث مارسوا سياسة (الصمت) والتجميد وتركوك في وجه (المدفع).
ـ نعم هذا ما سمعته عبر اتصالات هاتفية من بعض المحسوبين على الكلمة عقب الآراء النقدية التي طرحتها في الأسبوع الماضي وكانت موجهة للحكم الدولي (سعد الكثيري) ثم للاعب نادي الهلال (أحمد الفريدي)، حيث وجدت من يقول لي ما هي (مصلحتك) ومصلحة ناديك من هذا النقد الذي قد يتسبب في سخط الأطراف الأخرى الرافضة له وبالتالي تكون لك (عداوات) تستغل استغلالاً سيئاً للإساءة إليك.
ـ ويواصل هؤلاء حديثهم الملتهب قائلين لتعرف أننا لك من المحبين والناصحين انظر مثلاً حول موقف (النصراويين) وبالذات إعلامه، هل وجدت من يقف معك ويناصرك بعد (الظلم) الذي تعرض له فريقهم، فكلهم كانوا (سكتم بكتم) حتى فيما يخص (الشبابيين) كان أيضا موقفهم (سلبياً) فحالة (الاستفزاز) التي قام بها الفريدي ضد زميله كيتا واضحة وضوح الشمس، فهل سمعت (شبابياً) اعترض على قرار لجنة الانضباط وأيد كلامك وطالب بإيقاف اللاعب كما فعلت أنت؟
ـ لماذا (تتعب قلبك) مع أناس ما يستاهلون، فمن الأفضل لك في مثل هذه الحالات تتركوهم (ينحرقوا) وإياك أن تنجرف مع (مثالية) إعلام يبحث عن الحقيقة ويدعم رسالة نقد فهذا كلام (فاضي) اصح من سباتك، اليوم بات كل همه الأكبر تحقيق مصالحه ومصالح مشتركة مع آخرين.. هذا هو الوضع الراهن في الوسطين الرياضي والإعلامي وينبغي عليك أن (تتعايش) معه وإلا............!
ـ حقيقة لقد صدمت صدمة كبيرة حينما استمعت لهذه الآراء وأحسست حينها كأنني عايش في (كوكب آخر) لا أدري ماذا يدور حولي لأسال نفسي سؤالا بدأ يقلقني وهو (هل وصل الحال في مجتمع أنديتنا إلى هذه المرحلة وأصبح الكاتب والناقد الصحفي ضمن (تكتلات) لابد له من الانخراط في أجوائها متنازلا عن (استقلاليته) وضاربا بـ (أمانة الكلمة) ومسؤوليته (عرض الحائط) وذلك في سبيل إرضاء أطراف على حساب أخرى دون اهتمام بـ(الحقيقة)؟
ـ هذا الواقع الذي يحاول البعض من منسوبي الأندية فرضه على من لهم علاقة بالكلمة لن تسمح الأقلام النزيهة والقائمون على إعلامنا الرياضي عموماً به، حيث مازال عندي أمل أن الانقياء منهم سوف يواصلون أداء رسالة (النقد) مهما كانت التحديات دون أي مبالاة لمن يحاولون تغيير اتجاههم.
ـ أخيراً وليس آخراً هذا رأيي المبني على (قناعات) مؤمن بها (شاء من شاء وأبى من أبى) حيث لن أكون (أسيراً) لكائن من كان سوى لهذه المهنة التي أوصلتني لقلب قارئ منحني حبه ووقته ولن أخيب ظنه.. وعلمي وسلامتكم.