علي داوود والسؤال المعلق (2 ـ 2)
ترك محبيه وعشاق صوته ولغته الإعلامية (المهذبة) في الحوار والتعليق الرياضي وهاجر خارج المكان(الرسمي) الذي ولدفيه إذاعيا في تقديم نشرات الأخبار والبرامج، ثم معلقا حتى أصبح من أشهر المعلقين العرب وأميزهم في
هذا المجال، وذلك بعدما تم (اختطافه) من قبل رجل أعمال يفهم في (البزنس) فقدم له كافة المغريات التي يقدمها القطاع الخاص الذي يقدر جهد (المبدعين) ويعرف كيف يتعامل معهم ويستفيد منهم وفق نظرية عامة (لكل شيء ثمن والعالي تمنه فيه) وهذا ما ينطبق على شخصية (علي داوود) الذي اشتقنا له كثيرا ولابد أنه اشتاق لمحبيه أكثر.
ـ وحينما أقول إنه اشتاق لنا أكثر فكان ذلك واضحا في توقيت موعد (عودته) إلى أرض الوطن الذي (احتضنه) ثم في معنى المناسبة التي اختارها لعودته للميكرفون ولـ(قناة) فضلها عن كل القنوات لارتباط علاقة تذكره دائما بنقطة الصفر و(البدايات) الجميلة وكيف أصبح الحلم (حلوا) وحقيقة.
ـ عاش في أجواء جدة ثم في أرض (الكنانة) كآخر محطاته الإعلامية، إلا أنه ظل (محافظا) على وقار (الأرض) الذي تربى ونشأ فيها (وفيا) للمهنة التي تبنته ورفعته إيمانا منها بقدراته، وعندما عاد في لحظة (شوق) كان إحساس (الأمان) الذي يتميز به بقاع أرض (وطنه) هو الدافع الأقوى المحفز لـ(اشتياق) فجر عنده ذكرياته مع (الأماكن) التي كانت (مسقط رأسه) في الملاعب كـ(لاعب)، فشاهدنا حضوره في ليلة رد فيها (الجميل) للعميد من خلال لمسة أراد بطريقته الخاصة (مخاطبة) مشاعره القديمة لتستيقظ من جديد وتسترجع صورة الاتحادي (عبدالفتاح ناظر) الصديق الذي لا يمكن أن ينساه وينسى كل (الأماكن) التي كان يحبها (يرحمه الله) وتذكره به وبـ(شخوض) الوجيه التي يعرف جيدا كم كان صديقه محبا لها، فكان (تكريم) السد العالي هي المناسبة (الأجمل) ليتحدث معه بصوت خافت في حضرة جمهور العميد.
ـ ولعل (حسن الطالع) المواكب للمثل القائل (رب صدفة خير من ميعاد) لعب دورا مهما في تواجده في هذا التوقيت المتزامن مع بطولة(وحداوية) قد يحصل عليها النادي الذي لعب له حارسا وحقق معه إنجازات وكان بوابة انطلاقته للأضواء والشهرة، ومن يدري فقد نسمع معلقنا المحبوب مع جماهير الوحدة يرددون أغنية لـ(أم كلثوم) في المقطع الذي تقول فيه (قد يكون الماضي حلوا إنما الحاضر أحلى).
ـ سألته متعمدا طرح سؤالاً وهو في رحب وضيافة القناة الرياضية السعودية ومدير عامها الزميل (عادل عصام الدين) ولم أقصد بطبيعة الحال (إحراجه) إنما أخرجه من (عزلة) الكبرياء الذي يمنعه من(الفضفضة) عن أسباب غيابه عن جمهوره وابتعاده عن الميكرفون، إلا أن سمة (الشموخ) المعروفة عنه حالت دون إجابته على سؤالي مفضلا صيغة (الهروب) التي استوعبها جيدا مدير عام القناة، حينما طلب (أبو خالد) منه الرد على السؤال، بمعنى آخر وكأنه يقول لـ(أبو لمى) هذا أنا موجود بينكم.
ـ إحساس يراودني بأن إحساس (المواطن) بأبناء وطنه المخلصين هو الذي سنراه اهتماما يدعم على أرض الواقع حقيقة نلمسها وذلك من قبل حبيب الإعلاميين الأمير(تركي بن سلطان) الذي هو حتما (خير) من يضع النقاط على الحروف ويجيب على السؤال المعلق.