2011-04-04 | 18:00 مقالات

لم يلعبوا الكرة في حياتهم

مشاركة الخبر      

البعض وليس الكل ممن يعملون في الإعلام الرياضي على مستوى كافة قنواته المقروءة والمسموعة والمرئية من كتاب ومحللين ونقاد ومقدمي برامج (يحليلهم) بمجرد مشاهدتهم في أي مباراة كروية خلافا أو احتكاكا بين لاعب وزميله في ذات الفريق أو الفريق المنافس إلا أنك تلاحظ في نفس المساء وباليوم الثاني وعلى مدى أسبوع آراء صحافية وطروحات إعلامية (ترفع الضغط) من خلال (تضخيم) الحدث بطريقة (تعمل من الحبة قبة) وخذ من (فلسفة) كلام يتمحور في مثالية (مصطنعة) تدور في فلك أخلاقيات اللاعبين وعلاقاتهم مع بعضهم البعض داخل الملعب ثم يتجهون إلى (دور) إدارات الأندية في دعمها وترسيخها كسلوكيات لتعطي انطباعا جيدا عن النادي و(سمعة) حسنة تليق بمنسوبيه ومكانته بين الجماهير.
ـ حقيقة عندما استمع لمثل هذه الآراء متلفزة أو أطلع عليها قراءة ينتابني حينها نوع من (الشفقة) على متبنيها وكذلك نحو من (يشاركونهم) في زيادة (فلافل) تشعل نار الإثارة والفتنة دون أي محاولة منهم بأن يكونوا (محضر خير) بتهدئة الأمور وتبسيطها برؤية غير مبالغ فيها تعتمد على الحنكة والخبرة التي تقرب بين وجهات النظر ولا تفرق بين الأنفس مع اتفاقي أن بعض الحالات ينبغي أن تخرج عن إطار الرأي (الشخصي) بتدخل الرأي القانوني الذي يتولى مهمة (الحسم) فيها ووضع حد شرعي لها.
ـ ما حدث بين لاعبي نادي الاتحاد (رضا تكر وأسامة المولد) عقب تسجيل فريق التعاون هدف تفوقه أخذ أبعادا للأسف الشديد تتجاوز المعقول في تحليل مسبباتها وتفسيرها بحكم أن الاشتباك الذي حدث بين اللاعبين سلوك يثير علامات استفهام وتعجب حول جوانب إدارية وفنية فأحسب أنهم دخلوا في نفق (الظنون) على اعتبار أن ما حصل هو أمر وارد في كرة القدم يحدث في لحظة (انفعال) تعكس التوتر النفسي الذي حدث لهما وتأثرهما بولوج الهدف مع أنه كان بإمكانهما التعامل مع هذا الموقف بمنتهى (البرود) وكأنه لا يعني لهما شيئا.
ـ أكاد أجزم بأن كل أولئك الذين حكموا على اللاعبين بآرائهم الانفعالية (الخاطئة) لم يلعبوا كرة القدم في حياتهم نهائيا ذلك أن مثل هذه المناوشات عادة ما تحدث بين اللاعبين الذين لديهم (غيرة) على الشعار ويحبون ناديهم ويتأثرون بـ (الهزيمة) مع قناعتي أن أي احتكاك أو خلاف ينتهي بين اللاعب وزميله بمجرد نهاية الحدث وإلا فإن المدرب لن يسمح لأحدهما أو كلاهما بالبقاء في الملعب.
ـ عملية (التضخيم) الإعلامي لم تقتصر فحسب على حادثة (رضا وأسامة) إنما تعرض لنفس الشيء لاعب نادي النصر (محمد السهلاوي) عندما عبر عن رأيه الشخصي لعدم مشاركة المدرب في مباراة فريقه أمام الهلال حيث واجه حملة انتقادات من منظور أنه تدخل في عمل المدرب وأساء إليه مع أن ما تحدث به كان في لحظة (انفعال) متأثرا بهزيمة فريقه بما يدل على غيرته على نادية ورفضه للخسارة.
ـ أخيراً... لا يعني كلامي هذا أنني أقر وأشجع على مثل هذه السلوكيات أو أضع لها مبررا بقدر ما أنني حينما أقرأ وأسمع آراء ليس فيها منطق فيما تطرحه من نقد لا يمثل واقعا لحال كرة القدم حينذاك أشعر أن من واجبي المهني حماية هذه اللعبة ممن يحاولون الإساءة لها من أولئك الذين ابتلي بهم إعلامنا الرياضي وأصبحوا بين (عشية وضحاها) يلقبون بالنقاد والمحللين.