نايف قلبي عليك خائف
منذ اليوم الأول لبزوغ نجومية لاعب نادي الاتحاد والمنتخب السعودي (نايف هزازي) كنت (خائفا) عليه من بريق الأضواء والشهرة وتأثيرها على موهبة كروية وصلت بسرعة (الصاروخ) إلى مصاف النجوم (الكبار)، وفي فريق (يحلم) أي لاعب بـ(شرف) الانضمام إليه ويكون لاعبا في صفوفه، حتى إنني من شدة خوفي عليه مع بداية ظهوره كتبت مقالا عبر همسي (المتواضع) تمنيت له التوفيق والنجاح في مشواره الكروي مع ناديه، (محذرا) في نفس الوقت من الوقوع في مقبرة (الغرور) التي كثيرا ما تسببت في إنهاء حياة نجوم سطعوا ثم انطفوا واختفوا نهائيا من الملاعب.
ـ قبل إعلان احترافه الرسمي في ناديه وما صاحب ذلك من (ضجة) إعلامية بسبب دخول أطراف عديدة تحاول أن يكون لها دور في تحديد اتجاهه واللعب على (عقله) بحكم صغر سنه ليخضع تحت عباءتها ويصبح في يدها تلعب به كيفما تشاء، أدركت آنذاك أن هذه الأجواء الصاخبة بما فيها من (وعود وعهود) تمنيه بعقود (خرافية) ومغريات لاحدود لها من أجل تغيير اتجاهه، إنها سوف (تلحس) دماغه وبالتالي تؤثر على مستقبله القريب لأنه بشر ولابد لواحد في عمره أن يحظى بكل هذا الاهتمام غير العادي و(المفاجئ) سينعكس عليه ذلك (سلبا) ما لم يكن لديه (وعي) كاف يحميه من الانزلاق يوما ما في مؤثرات تلك (الهيلمة) الإعلامية.
ـ ولأنه (بريء) جدا كبراءة الأطفال انتابه فرح شديد انغمس في أجوائه المثيرة، خاصة بعدما وجد من الاتحاديين من يحتضنه ويرعاه كـ(صديق) يدرك (خطورة) من حوله، فكان قريباً منه في حدود لا تسمح له بالتدخل في حياته الشخصية بقدر ما يكون (الناصح الأمين) والمنقذ له من طمع (مدراء أعمال) وآخرين يرغبون الاستفادة من شهرته ونجوميته لـ(استغلاله) ماديا، فكان (الباز) محمد لهم بالمرصاد.. وهو (سر) أكشف عنه الآن من أجل أن يعرف القارئ الكريم وجماهير العميد الدور (الخفي) الذي كانت تقوم به هذه الشخصية الاتحادية الفذة التي كانت تحب العمل بلا (بربعندة) بكل هدوء وفي صمت غير محبذة أن ينسب لها أي شيء لقناعتها بخدمة (الكيان) ومن ينتسب وينتمي إليه.
ـ أكثر ما خفت على هذه الموهبة (البريئة)حداً كان تحديدا عقب انضمامه إلى صفوف الأخضر، خاصة أن الإعلام الفضائي والإلكتروني بدأ يسلط الأضواء عليه بشكل كنت أخشى ما أخشاه أن يؤدي كل هذا الاهتمام الإعلامي إلى ردة فعل سوف تظهر تأثيرها السيء عليه مع ناديه الاتحاد، ولا أخفي عليكم ما كنت أتوقعه حدث بالفعل، إذ لاحظت في الأشهر القليلة الماضية على نايف (تعاليه) على الكرة و(أنانية) مفرطة، حيث إنه بدلا من يمرر الكرة لزميل له أقرب للمرمى وأفضل تمركزا لهز الشباك يقوم بتسديدها(أي كلام) لاتخدمه ولاتخدم فريقه.. ناهيك عن استخدامه لعبة (الكعوب) بشكل مبالغ فيه في حالات تحتاج منه اللعب أكثر جدية، وهو النجم الذي أصبحت الجماهير الاتحادية تتأمل فيه كثيرا وتعتبره ركيزة أساسية من القامات الكبيرة التي سوف يكون لها (شأن) كبير في فرقة النمور.
ـ ولمحبتي الكبيرة وإعجابي بلاعب (أسر) العيون والعقول بموهبته الكروية كـ(هداف) من طراز أعاد لنا الزمن الجميل للكرة السعودية، ومهاجما يجيد التهديف برأسه (الذهبية)، وكذلك (أسر) القلوب بدماثة خلقه وأناقته الشخصية داخل الملعب وخارجه، فإنني أتمنى من (نايف) اللاعب الذي قال لبعض الإعلاميين (لا تحسدونا) على الملايين التي نحصل عليها من أنديتنا.. أن يبدأ من الآن بإعادة (حساباته) من جديد في كيفية المحافظة على (النجومية) التي وصل إليها، و(الشهرة) التي ينبغي عليه معرفة الطريقة السليمة بـ(استثمارها) حتى يزيد من (رصيد) محبيه ومعجبيه ومن (سعره) كلاعب ونجم رغماً عن (عيون الحساد). فإنني بمنتهى (الصدق) أقول لك يا(نايف) أخاف كثيرا من (غرور) يتسلل إليك في زحمة أضواء قد تحرقك سريعا.