الفراج قتلهم
ما أكثر المرات التي اختلفت فيها مع الزميل (الحوت) وليد الفراج في العديد من المواقف والطروحات المتعلقة ببرنامجه (الجولة) ممارساً معه (نقداً) قاسياً يدرك بدون أدنى شك مدى قيمته وأهميته وأهدافه على اعتبار أنه في المقام الأول مهما وصل من مرتبة إعلامية في المجال الفضائي (التلفزيوني) يبقى (صحفياً) تجري في دمه مهنة الصحافة، ولهذا كان اختلافنا في كل المرات (حضارياً)، صحيح أنه في بعض الأحيان (يولع) وبالتالي يتحول إلى بركان ثائر فيلجأ إلى استخدام أسلوب (توليع) الآخرين ضدي إلا أنه يتميز أيضاً بسعة البال والصدر و(قلب نظيف) لا يعرف الحقد ويقدر من يعمل في مجال تخصصه بإخلاص وكلتا هاتين (الميزتين) جعلت منه إعلامياً (ناجحاً)، ولا يعني ذلك أنه خال من العيوب مثله مثل باقي البشر وإن كانت عيوبه (مكشوفة) فليس هو بتلك الشخصية التي تدعي (المثالية) وفي رأسه شيء آخر إنما يعطيك هي (كاش) في وجهك (على بلاطة) بمزحة أو بتمريرة من ثقب الباب ولك الخيار بعدها في تحديد قرار اتجاهك.
ـ أراه هذه الأيام يتعرض لحملة من زملاء مهنة عرف بـ(دهاء) شديد كيف يتعامل معهم على طريقة (من أين تؤكل الكتف)، حيث استطاع بفكره الصحفي (سحب) البساط منهم عبر أكثر من قضية (تبنوها) ليقلب الطاولة عليهم رأساً على عقب ويحول أنظار المشاهدين باتجاه قناة (لاين سبورت) ونحو برنامجه الذي (أكل الجو) و(قتلهم) بتخريباته وتكتيكاته بما فيها من حاسة معد من الدرجة الممتازة وهو الدكتور وليد بن مهري) ولست هنا من يشهر سلاحه بالدفاع عن زميل ضد زميل آخر بقدر ما تشدني روح (المنافسة) الشرسة التي تمكن (الحوت) بخبرته الطويلة تحويلها من بلاط الصحافة إلى الأثير وقنوات فضائية تتسابق من خلال جنون الكرة ولا غيرها إلى كسب رضا المشاهد ومتابعته.
ـ أتمني أن يفهم رأيي هذا في اتجاه (إيجابي) بما يثير(الغيرة) المحمودة عند الطرف الآخر الذي ظهر(مهزوماً) أمامه، وكذلك فيما يخص معدي ومقدمي البرامج اليومية والأسبوعية التي تعنى بتغطية الدوري السعودي وبقية مسابقاته الكروية حيث إنه من خلال متابعتي الدقيقة لهذه البرامج أراها من وجهة نظري (تقليدية) جدا جدا فيما عدا زميلنا (بتال القوس) فمازال محافظاً على خطه وتركيبة (الأستايل) الخاص بشخصيته وببرنامجه (في المرمى)، أما بقية البرامج فمع احترامي لكل الجهود المبذولة فإنني أرى فيها من الاستسلام والركود لعمل (روتيني) كل واحد من فريق العمل يرغب (يخلص شغله ويمشي)، كما أن طريقة عرض الفقرات أشبه بإخراج صحافة (التابلويد) الذي يعتمد على تكملة (مربعات) محددة مادة كل مربع بـ(المقاس) حيث يختفي (إبداع) المحرر الصحفي مع اختفاء إبداع المخرج.
ـ ربما القارئ الكريم يطالبني بكشف (قناع) الطرف الثاني الذي بات (متفرجاً) مقتنعاً بهزيمته وبحكم معرفتي الأكيدة بفريق العمل الذي يعمل في هذا البرنامج ومن يدير القناة حيث إن لديهم (حساسية) مفرطة من أي نقد أوجهه لهم، فلهذا فضلت استخدام لغة (التلميح) لكيلا اتهم بعدم (الوفاء) مع أن غرضي من هذا الطرح النقدي هو (تحفيز) وإثارة فرسان ذلك البرنامج على مستوى (المعد والمقدم والضيوف) للعودة إلى أجواء المنافسة وتحقيق النجاحات التي تحققت للبرنامج في السنتين الأوليين له، حيث بدأ (يضعف) وقل كثيراً عدد متابعيه بعدما كان البرنامج (الأول) الذي يحظى بالمشاهدة في دول الخليج.
ـ حتى على مستوى (التعليق) استطاعت قناة (لاين سبورت) بكل اقتدار أن (تأكل الجو) وهذا ما كان أيضا ملاحظ في البطولة الآسيوية والبركة بطبيعة الحال في المعلق الرياضي المتألق (عامر عبدالله).