2011-02-27 | 18:00 مقالات

ماذا بعد (العفو)؟

مشاركة الخبر      

ونحن نحتفي اليوم بهدايا عطايا مليكنا المحبوب خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز للشعب السعودي عامة وللرياضيين والشباب بصفة خاصة ثم المبادرة التي أقدم عليها الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل بـ (العفو) عن جميع الرياضيين ممن صدرت في حقهم عقوبات تأديبية سواء بالشطب أو الإيقاف أو مادية والمعبرة عن مشاعر الفرح بعودة (أبو متعب) إلى أرض الوطن مشافى معافى بفضل الله عز وجل وكرمه والمتضامنة شكلا وروحا مع هدايا حبيب الشعب يجب على من شملهم هذا العفو وغيرهم (تقدير) معانيه وأهدافه بما فيه من (لفتة) حانية تدل على روح (التسامح) الموجودة والمعروفة في طبيعة مجتمعنا السعودي
أراد (أبو فيصل) استثمار توقيت الإعلان عنها لتأكيد عمق (التلاحم) بين أبناء الوطن الواحد و الذي يمتد إلى أهم شريحة من شرائح هذا المجتمع (رياضيون شباب) على أنني أجدها فرصة مناسبة لأقدم خالص امتناني وتقديري لـ (أمير الرياضة والشباب) الذي تفضل مشكورا بالاستجابة لما سبق لي أن طالبت به عبر هذا الهمس اليومي بأن يتم العفو عن كل الرياضيين (ابتهاجا) بسلامة وعودة (أبونا عبدالله) والذي أعلم يقينا أنها فكرة لم تغب عن حسه (الوطني) حيث أحسن (حفظه الله) في التفاعل معها في الوقت الملائم جدا.
ـ وبما أننا الآن في عهد مختلف وجديد لرياضتنا السعودية بقيادة أمير شاب لديه الرغبة الأكيدة على النهوض بها للأفضل على مستوى كافة نشاطاتها وألعابها وفي مقدمتها اللعبة الشعبية كرة القدم التي على الرغم أنها تعد (الواجهة) الحضارية و (الترمومتر) القياسي الذي يحدد مدى تطورنا إلى الأمام أو تخلفنا إلى الوراء فإنها تعتبر (أم المشاكل) ولهذا منحها الأمير نواف بن فيصل جل وقته واهتمامه وكان أول توجيه رسمي اتخذه هو خطابه البليغ الموجه لأمانة الاتحاد السعودي لكرة القدم داعيا ومطالبا جميع اللجان بأن تسود (النزاهة والعدالة) في كل تعاملاتها وعلاقاتها مع الأندية ومنسوبيها عبر ما نصدره من قرارات تطبق نصا بقانون تحكمه اللوائح والأنظمة وليست الميولات والأهواء الشخصية أو أي أساليب ملتوية لاتخدم مسيرة العمل الجاد والرؤية المستقبلية للحركة الرياضية في بلادنا الحبيبة.
ـ ومن منطلق تلك الرغبة الصادقة والحرص على تفعيل دور هذه اللجان وامتثالها الفوري لمبدأ (النزاهة والعدالة) ليصبح واقعا ملموسا في كل ما تتخذه من قرارات وليست (شعارات) براقة لم يتأن رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ويترك الأمور دون إظهار (متابعته) لها وما تقوم به من أعمال فمع (أول) تجاوزات أدت إلى (ازدواجية) الصلاحيات بين اللجنتين (الفنية والانضباط) أمر اللجنة القانونية بالاجتماع مع اللجنتين الفنية والانضباط والتحقق من جميع ما صدر منهما من قرارات ومراجعة لآلية عملهما لما لوحظ من ازدواجية في قراراتهما وعدم وضوح قي التفسيرات القانونية الخ
ـ وبما أن هذا التوجيه مر عليه الآن (تسعة أيام) دون أن نسمع أو نقرأ أي معلومات عن نتائج الاجتماع فإنني أخشى ما أخشاه أن يفهم بأن المهمة المكلفة بها اللجنة القانونية ألغيت وذلك عقب (العفو) الذي أصدره الرئيس العام لرعاية الشباب وبالتالي لن يكون هناك أي (تحقق) ولا نتائج ويتم (لملمة) تلك الأخطاء تحت ذريعة (يلي فات مات) مع ثقتي أن الهدف الذي بني عليه قرار رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم كان الغاية منه معرفة السلبيات بكل ما فيها من تجاوزات للقضاء عليها ووضع كافة اللجان تحت المجهر حيث ستكون لها متابعة ومساءلة في حال (تقصيرها) في أداء (مسؤلياتها) ومهامها والإعلان عن ذلك بمنتهى (الشفافية) لوسائل الإعلام.
ـ لهذا أترقب وغيري كثيرون ينتظرون مثلي النتائج التي توصلت لها اللجنة القانونية دعما لتحقيق (النزاهة والعدالة) فقط لا غير ولعلني أقترح أن يتم دمج اللجنتين في لجنة واحدة لحمايتها من (تخبط) يؤثر على مصداقية العمل الذي تقوم به لجان وضعت فيها الثقة.