2011-02-19 | 18:00 مقالات

الباز والقرار الشجاع‎

مشاركة الخبر      

حينما يعترف المشرف العام على إدارة الكرة بنادي الاتحاد الأخ والصديق (محمد الباز) بتحمله كامل مسؤولية الإخفاق الذي تعرض له الفريق الكروي عقب الهزيمة الثقيلة التي تعرض لها من فريق الاتفاق وخروجه من بطولة كأس ولي العهد فتلك لعمري (شجاعة) منه تحسب له ولا أظنها بأي حال من الأحوال تحسب ضده إنما زادت من مكانته ورفعت من (قدره) لدى كافة الجماهير الاتحادية.
ـ وعندما يقرن هذا الاعتراف في اليوم الثاني مباشرة بـ(استقالته) مع فريق العمل الذي يقع تحت سلطته فتلك (شجاعة) الرجال المخلصين التي تظهر في الوقت المناسب ليؤكد من خلال هذا الموقف عدم حرصه على التشبث والتمسك بالمنصب إنما المهم عنده في المقام الأول هو (مصلحة) الكيان الاتحادي، وقد كان باستطاعته بمنتهى البساطة وضعها في (رأس) مدير عام إدارة الكرة الأخ (حمد الصنيع) ولديه القدرة بما يملك من (صلاحيات) على إصدار قرار إقالته ويجعله (الضحية) في مقابل ظهوره (بطلاً) أمام الجمهور والإعلام الاتحادي والذين من الموسم الماضي كثيراً ما طالبوا بـ(رأسه) ليقول إنه من أشار عليه بالتعاقد مع المدرب جوزيه وكان سبباً رئيسياً في خلافه مع نور، وأيضا التسريبات الصحافية التي أثرت على اللاعب عبدالملك زيايه، وأخفق كذلك في المهمة التي أسندت إليه بالتعاقد مع لاعبين أجانب، وأنه هو المسؤول المباشر الذي سمح أو كان له دور في إقامة التدريبات (عصراً) بما أثر على نظام البرنامج اليومي للاعبين وعلى لياقتهم البدنية، وأنه وأنه، وما أكثر (أنه) التي يحق له استخدامها لـ(يحمي) نفسه وسمعته من أخطاء ومغالطات (الصنيع)، إلا أن معدنه (الأصيل) فرض عليه أن يكون (كبيراً) في مواجهة الموقف بلا خوف يؤدي به إلى (الهروب) الذي يبرئ ساحته عند الجميع ليلصق كل المشاكل في غيره.
ـ نعم كان بمقدور (الباز) أن يضع وزر فشل مدربين في صنع فريق قوي قادر على المنافسة في البطولات على الجهاز الفني المساعد وتحديداً (حمزة إدريس وحسن خليفة)، حيث كان من الممكن بحكم (خبرتهما) الطويلة رسم (خارطة الطريق) للمدرب الأجنبي من خلال إعداد تقرير يحتوي على خطة (إحلال) يتم من خلالها منح الفرصة للدماء الشابة للانضمام للفريق الأول (تدريجياً) ناهيك عن عدم ظهور أي (لمسات) ملحوظة لهما في كثير من المباريات التي لم يوفق فيها الاتحاد في بطولة الدوري أو كأس ولي العهد وذلك من خلال إبدائهما بعض الملاحظات (الغائبة) عن المدرب أو الإصرار على إدارة الكرة بالاجتماع به ومناقشته في حالة عدم اقتناعه بآرائهما خاصة تلك التي تأتي قبل المباراة بما فيها من (قبول ورفض) لتشكيلة الفريق الأساسية والاحتياط حيث يضع عليهما (اللائمة) كمدربين سعوديين يحصلان مرتبات عالية جداً إلا أنه فضل أن يكون هو الوحيد في (وجه المدفع).
ـ حتى فيما يخص اللاعبين الذين كان يتعامل معهم داخل النادي وخارجه كـ(صديق) رفض أن يقول إن البعض منهم يحتاجون إلى إعادة نظر في أسباب انخفاض مستواهم الفني وضعف أدائهم وغياب روحهم القتالية، وآخرون (تعالوا) على الكرة بغرور قاتل ومنهم من لم يقدر حالة (الدلال) الذي يحظون به في توفير وتهيئة كافة الإمكانات المادية والمعنوية والنفسية في سبيل راحتهم من طائرات خاصة ومعسكرات في فنادق (سبع) نجوم محلياً وخارجياً إلا أنه تجنب على مدى فترة إشرافه على الفريق توجيه أي انتقادات لهم وهذا هو بالأمس رغم حجم الإخفاق كان (مثالياً) في تعامله مع الحدث ومعهم.
ـ هذه المرة الثانية الذي أسجل إعجابي بهذه الشخصية والتي كثيراً ما انتقدتها، فله مني كل التحية والتقدير على (شجاعته) وعلى (خلق) رفيع يتميز به.