عفا الله عما سلف
اطلعت على تصريح عضو شرف نادي الاتحاد الدكتور مدني رحيمي وآراء لبعض الأقلام الصحفية معترضة ورافضة للقرار الذي أجاز لنادي الشباب التعاقد مع لاعب الاتحاد السابق (كيتا)، ومع احترامي لكل هذه الآراء فإننا لو بحثنا عن الآلية التي استخدمتها إدارة نادي الشباب بالحصول على قرار (العفو) عن اللاعب الغيني (المسلم) كيتا لوجدنا أنها تختلف تماماً عن أندية أخرى (نجحت) بطرق (ملتوية) بأن تحظى بـ(استثناءات) كثيرة لا تقارن بما ناله نادي الشباب ولا بالإجراء النظامي (المكشوف) الذي قامت بإتباعه إدارة (البلطان) وأعلنت عنه عبر وسائل الإعلام، ولو أردت استعراض كم من (الحالات) التي كان للعلاقات (الخاصة) دور في إلغاء قرارات وتحريف أنظمة وتجاهل تام لـ(عقوبات) لظهر لنا حجم مشكلة (الفروقات) في أسلوب التعامل مع أندية تحظى بدعم كبير تستند عليه وأخرى ما لها إلا (الفرجة) فقط، وإن فكرت في أن تعبر عن آرائها وترفع (شوية) خشمها قصدي صوتها وتطالب المعاملة بالمثل فلن يسمع لها ويستجاب لمطالبها أو احتجاجاتها.
ـ لا أظن أن الوقت الحالي (مناسب) للعودة للماضي والتذكير بتلك الحالات بما فيها من (التفاف) على قرار يحرض على اتخاذه أو منع صدوره، حيث إن النظرة للمرحلة المقبلة تدعونا إلى (التفاؤل)، وفتح صفحة (جديدة) وإغلاق كامل لصفحات يجب أن تطوى وننساها تماما بـ(خيرها وشرها) وذلك من ذات منظور (التسامح) الذي حصل عليه لاعب الشباب المحترف (كيتا) من القيادة الرياضية التي وافقت على عودته للاحتراف في أحد الأندية السعودية، ومن نفس مبدأ (التسامح) الذي طالب اللاعب المجتمع السعودي به معترفاً بـ(الخطأ) الكبير الذي ارتكبه في نهائي كروي فلتت فيه أعصابه.
ـ حينما صدر قرار العفو عن هذا اللاعب الشبابي لم يطلب منه (الاعتراف) بالسلوك الخاطئ والمشين الذي بدر منه ولا بالتالي بـ(الاعتذار) إنما كان التسامح مبنياً على نظرية يحثنا عليها ديننا الإسلامي الحنيف (عفا الله عما سلف) لهذا أتمنى من المجتمعين (الرياضي والإعلامي) أن يمارسا تطبيق مبدأ (التسامح) مع المرحلة
السابقة من خلال نفس نظرية (عفا الله عما سلف) دون العودة لحالات وأمثلة (عد واغلط) تعيدنا إلى طرح تساؤلات وكأننا نريد من أصحاب القرار في هذه المرحلة فتح ملف (تحقيق) لكل الأخطاء السابقة ومن تسبب فيها.
ـ ارفعوا شعار (التسامح) لننطلق مع مرحلة جديدة لابد أن تعطى الفرصة كاملة لإجراء تغيير بما يؤدي إلى (تلافي) كل سلبيات المراحل السابقة وهذا يحتاج منا كأندية وإعلام وجمهور إلى (صبر) طويل لوقت سيهتم باختصار مدته الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل.. هذه هي رؤيتي لمستقبل رياضي يقوده (أبو فيصل وفهد).