كتّاب (الغفلة)
والتضخيم الإعلامي
سأدخل في الموضوع مباشرة بلا أي مقدمات من خلال نداء موجه لهيئة الصحفيين ليكون لها دور رئيسي في وضع حد نهائي لما يحدث حالياً من (مهزلة) صحفية في بعض صحفنا الرياضية السعودية التي أصبحت للأسف الشديد تسمح لكل (من هب ودب) بالكتابة في صفحاتها تحت مسمى (كاتب وناقد صحفي) دون أن يكون لهم سابق خبرة في العمل الصحفي أو مرورهم لفترة زمنية بمرحلة (تجربة) وتشجيعهم بتذييل كتاباتهم بصفة (كاتب مبتدئ) إنما يتم (تضخيمهم) بكتابة مقالة أسبوعية ففي ذلك إساءة لمهنة الصحافة بطريقة أخشى تأثيرها على مستقبل الإعلام المقروء خاصة فيما يخص محررين ومراسلين سواء متعاونين أو مراسلين ربما يهجرون العمل الصحفي في ظل الاهتمام بكتاب (مبتدئين) لعبت (الواسطة) في منحهم مساحة أكبر من (حجم) موهبة صحفية تحتاج إلى ممارسة وصقل.
ـ أنا هنا لست ضد الأقلام الشابة (الموهوبة) والتي بدأت تزخر بها صحافتنا الرياضية مؤخراً وتبشر بالخير و(معجب) جدا بها رغم أن البعض منها وجهت لي شخصياً نقداً قاسياً حيث إن هذه الأسماء استطاعت إثبات قدرتها في مجال الكتابة الصحفية في حقبة زمنية قصيرة جدا وكونت لها شعبية من القراء الذين يتابعون مقالاتها مثل (خالد ضائم الدهر وحسين الشريف وعمار بوقس ومحمد العنزي وأحمد السليس وفهد المطيويع وأيمن الجحدلي وإياد عبدالحي وسالم الشهري وعبدالله الحربي وبدر الفرحان إلا أنني أرى هناك من الأسماء التي لم تتخرج من صفحة القراء بعد وقد أعطيت لها فرصة الكتابة وهي لا تستحقها ولا أحبذ ذكرها بالاسم .
ـ ولعل (العجب العجاب) ظهور كاتب (مبتدئ) بعد أن تجاوز عمره (55) عاماً ليصبح له عمود أسبوعي حيث بزغت موهبته الصحفية بين (يوم وليلة) في هذا العمر المتقدم من السن وبما يطرح علامات استفهام كبيرة من أبرزها أين كان (طيلة) السنوات الماضية وما هو سر (اكتشاف) موهبة الكتابة لديه (متأخرا) جداً بعدما بلغ من العمر عتياً إلا إن كان لـ(الواسطة) دور في تعيينه و(تلميعه) عن طريق شخصية أخرى تكتب له لينافس كاتب (الغفلة) بعض من يدعون كتابة (الشعر) بينما هم في الواقع (يشترون) قصائد الشعر المغنى من شعراء معروفين في الساحة.
ـ إن السبب الذي استفزني لكتابة هذا الهمس هو أنني استمعت قبل يومين أثناء مشاهدتي لأحد البرامج الفضائية وتحديدا مقدمه الذي قدم هذا (الكويتب) المبتدئ بصفة الكاتب والناقد فـ(ضحكت) كثيراً على (الضحكات) الصفراء لمقدم البرنامج وضيفه الآخر الذي أحسست بمشاعره وكأنه يقول (فعلاً هزلت) وضعي في مرتبة كاتب سنة أولى (حضانة) ولكن يا الله ما في مانع (نشجع) مثل هذه المواهب التي ظهرت على (كبر) كنوع من (التعاطف) لمن (توسط) لها.
ـ الكلام حول هذه (الظاهرة) التي بدأت تأخذ لها مساحة كبيرة من اهتمام إعلامنا لم أجد له في الحقيقة مبررا (مقنعاً) له سوى أن القائمين على الصحف والصفحات الرياضية (تخلوا) عن مهنيتهم وخضعوا لـ(مجاملات) إرضاء لعلاقات خاصة أو لملء صفحاتهم بمقالات (أي كلام) وكذلك نفس الشيء بالنسبة للقنوات الفضائية التي تستضيف في برامجها أي (ضيف) تمشية حال وهذا ما يدعو إلى ضرورة تدخل هيئة الصحافيين لوضع أسس ومعايير تحدد تصنيفاً للشروط التي على ضوئها يتم اعتماد من ينطبق عليهم مواصفات الكاتب والناقد الصحفي.