2010-12-13 | 18:00 مقالات

زحمة ياكورة زحمة

مشاركة الخبر      

كنا كمشاهدين متعطشين ومتلهفين لكرة القدم وأحداثها المثيرة، وإعلام مقروء قبل عقد من الزمن نتمنى من التلفزيون السعودي ممثلاً في قناتيه الأولى والثانية زيادة جرعة البرامج الرياضية، بحيث تكون هناك تغطية ميدانية وتفاعل أكثر وأكثر يلبي رغباتنا كمشاهدين وكصحافة رياضية حريصة على نقل أمنيات وتطلعات المتلقي الذي كان في ذلك الوقت يجد الصحافة هي (المتنفس) الوحيد الذي يعبر عن رأيه وعما يريده.
ـ من بداية الألفية الثالثة تفاجأ المجتمع العربي عموماً بما يسمى (الغزو الفضائي) والذي لم نكن كـ(خليجيين) مستعدين له وإن كانت الأحداث السياسية وحروب مرت بها منطقتنا جعلتنا (مبهورين) عقب ظهور قنوات فضائية تقدم لنا تغطية سريعة لأهم الأحداث بالصوت والصورة، ومراسلين لها موزعين في جميع أقطار العالم، ومتابعة دقيقة عبر مداخلات وحوارات فيها من الجرأة ما يدعونا في المجالس العامة والخاصة وعن طريق تقنية الاتصال إلى إظهار علامات (الدهشة) مما سمعناه وشاهدناه، لدرجة أننا نرد في صوت (خافت) وهمس فيما بيننا عبارة محبي (كوكب الشرق) أم كلثوم رحمها الله (الله يسلم بؤك) ونضيف عليها (هذا شكله ما يخاف بس الله يعينه).
ـ هذه القفزة الإعلامية على مستوى الإعلام المرئي ثم الإنترنت وجوانب فرضت الاهتمام بنواح (اقتصادية) لها علاقة بالمال والاستثمار في كافة الاتجاهات والتخصصات، كان لابد للرياضة والمهتمين بها (تواجداً) يتجاوز مرحلة برنامج أو برنامجين عبر نقلة نوعية بدأت من خلال قناة (‪MBC‬) وكذلك قناة (أوربت) الرياضية.. بتقديم برامج مميزة ومشوقة للجماهير الرياضية شدتنا وصفقنا لها واعتبرناها خطوة إلى الأمام (تغنينا) عن قناة أو قناتين.. فيها من (الممنوع) ما يمنعنا من المشاهدة والمتابعة في زمن الحرية كانت محدودة.
ـ لست (مؤرخاً) لأقدم (توثيقاً) لانطلاقة هذه القنوات ليصبح معتمداً لا أحاسب ولا ألام عليه، بقدر ما أن ذاكرتي تسترجع اليوم على (عجل) مراحل (تطور) في حقبة زمنية قصيرة جداً، والسبب في ذلك الكم الهائل حالياً من القنوات المتخصصة في المجال (الرياضي) عربياً وخليجياً وعددها (10) قنوات فضائية تهتم فقط بتغطية الدوري السعودي وفق منهجية حققت رغبات جميع المشاهدين وبـ(كثافة)، أدت بهم إلى (الحيرة) في متابعة أي قناة في ظل برامج (زحمة ياكورة زحمة)، حيث لا يستطيعون الاستمرار على قناة واحدة أو برنامج واحد نتيجة حرص القائمين على هذه القنوات والمهتمين ببرامجها على استقطاب أكبر عدد من المشاهدين لأسباب أصبحت علاقة بـ(معلن) مهتم بانتشار اسمه وبضاعته، وسباق فضائي في البحث عن المادة الرياضية (الدسمة)، وضيوف لهذه البرامج، وتحقيق السبق الصحفي في الخبر والحوار والتحقيق، وكلها عوامل كونت هذه الزحمة، وأغنية للفنان أحمد عدوية أكاد أسمع صدى صوتها مع استخدامي لـ(الريموت كونترول)، وكثير من المشاهدين يرددون مثلي: زحمة يادنيا زحمة وتاهوا الحبايب.
زحمة ولاعد شي رحمة مولد وصحبه غايب
أجي من هنا زحمة وأروح من هنا زحمة
هنا أوهنا زحمة
زحمة يا دنيا زحمة
الساعة إلا ثلث ومعادي معاه تمنيه
لا من السكة دي راحت ولا لفي سكه تانية
كتير الناس ونا عايز اركب واطير
ـ باختصار هذا هو حال المشاهدين ممن يتابعون هذه القنوات الفضائية (يشوفوا أيه ويخلوا أيه) بين برامج يومية وأسبوعية ومباريات محلية وخارجية، ولا طلت علينا قناة إذاعية اسمها (‪FM MX‬)) وتقدم يومياً برنامجاً عنوانه الفرقة (11)، وبعدين معاك يا (وليد الفراج) ما شي معاك حلاوة (تستاهل) والله يزيدك انت ولي معاك عبر الأثير ومستمعين ومشاهدين (زحمة يادنيا زحمة) ناهيكم عن معاناة المسؤولين في اللجان والأندية الرياضية و(زحمة ياكورة زحمة).