2010-06-03 | 18:00 مقالات

مارادونا و(المامات) والشوري

مشاركة الخبر      

ما دام أن لاعب ونجم منتخب الأرجنتين ومدربه حاليا مارادونا حن قلبه لـ(مدامات) لاعبي فريقه وسمح لهم باصطحابهن ضمن بعثة المنتخب المشارك في بطولة كأس العالم التي ستقام بعد ثمانية أيام في جنوب أفريقيا، فكثير من (المذرات) أي (الأمهات) السعوديات والعربيات يتمنين وقلوبهن معلقة في السماء بأن (تحن) أفئدة وزيري التربية والتعليم والتعليم العالي ليصدرا قرارا بتأجيل مواعيد الاختبارات للطلاب على مستوى كافة المراحل العامة والجامعات إلى ما بعد انتهاء هذه البطولة العالمية.
ـ ومادام أن مارادونا قد خضع للجوانب الإنسانية وقدر العوامل النفسية للاعبين في حالة غياب (زوجاتهم) عنهم شهراً كاملاً.. إثر قناعته بأن لتواجدهن في المونديال إضافة جيدة وعاملا مساعدا ومؤثرا إيجابيا لأزواجهن للعطاء الأفضل، ومحفزا أقوى للانتصارات وربما تحقيق البطولة.. فأغلب ظني أن وزراء التربية والتعليم والتعليم العالي في عالمنا العربي لن يكونوا أقل إنسانية وتقديرا لمعانات أمهات أبنائنا وبناتنا العربيات، فلابد أن هؤلاء الوزراء يتميزون عن مارادونا بجوانب عاطفية لها علاقة حنية بـ(ست الحبايب) أكثر تفرض عليهم التعامل برقة متناهية مع نداء قلب أم
تعبت وسهرت الليالي في سبيل انتظار حصول أبنائها وبناتها على شهادة النجاح ووثيقة التخرج، وبالتالي سوف يتم الاستجابة في الوقت المناسب لنداءات (المامات) حتى لا تصبح الجهات التعليمية سببا يعلق عليها نسبة رسوب كبيرة في مدارسنا وجامعاتنا.
ـ تجربة المجنون العاقل والعبقري (ماردونا) التي أقدم عليها دون أدنى شك ستكون تحت (المحك)، وربما تصبح نظرية مهمة من نظريات علم النفس ويهتم بها (فيفا) مستقبلا، ولا استبعد أن (بلاتر) يعتمدها ويصدر قراراً لجميع اتحادات كرة القدم يلزم المنتخبات والأندية بتطبيقها بكل ما فيها من تكاليف مادية تتحمل نفقاتها الاتحادات الأهلية لكل المباريات والبطولات.
ـ بينما التجربة على مستوى الطلبة والطالبات موجودة، ويمكن للجهات المختصة إجراء مقارنة للنتائج خلال السنوات التي أقيمت فيها بطولة كأس العالم على سبيل المثال لعامي 2002 و2006م ونتائج الست سنوات التي تفصل والفارق بينهم وإلى عام2009م.. لتتمكن هذه الجهات من معرفة الفرق إذا كانت هناك أفضلية بين نسب الناجحين والراسبين أم لا.. وإلى أي اتجاه تذهب هذه النسبة وحجمها.
ـ إذا كانت الفوارق كبيرة جدا وتدل على أن نسبة رسوب أبنائنا وبناتنا مخيفة وتدعو إلى القلق.. فمن الأجدر بالوزراء العرب الاعتراف بهذه الحقيقة، وأن يصلوا إلى مستوى وعي وثقافة(ماردونا) الذي عرف فائدة وجود الزوجة إلى جوار زوجها اللاعب (كمشجعة) ومؤازرة له عندما كان لاعبا ونجما من نجوم كأس العالم، وإلا لما سمح بذلك الآن وهو مدرب. وأظنه لن يمانع في تواجد (المامات) مع اللاعبين غير المتزوجين. الفكرة مطروحة وقابلة للدراسة السريعة من ذوي الاختصاص ولو أنها جاءت متأخرة، ولعلني هنا اسأل: ما رأي مجلس الشورى المختص بـ(الأسرة والمجتمع)؟ هل باستطاعته (التدخل) الآن على المستوى المحلي ويرفع توصية (عاجلة) لوزيري التربية والتعليم والتعليم العالي بهذا الموضوع ليحصلا على موافقة من المقام السامي في موضوع أعتقد أنه أهم من تقاريره حول المنتخب الوطني والدوري السعودي والحكم الأجنبي.