2010-05-20 | 18:00 مقالات

الكعكي ومهارة (الطحن بالسكاتي)

مشاركة الخبر      

لا أظن أن رئيساً مر على نادي الوحدة منذ تأسيسه وإلى يومنا هذا بل وعلى مستوى الأندية السعودية مثل الرئيس الحالي عبد المعطي كعكي.. لـ(كاريزمة) شخصيته الهادئة جدا والمتزنة إلى أبعد الحدود في طريقة تعامله مع كل الأحداث والتفاعلات والتيارات المختلفة، حيث تلاحظ من خلال ردة فعله تجاه الاتهامات التي توجه إليه ولإدارته والسياسة التي يدير بها النادي والتصريحات والآراء الصحفية المستفزة جدا إنك أمام المحيط المتجمد الشمالي (عيني عليه باردة) ما شاء الله مثل (جبل أحد) لاتهزه الكلمات (الملغمة) لأي محاولات استفزازية لإثارة أعصابه.
ـ شخصية عبد المعطي كعكي من وجهة نظري الخاصة تمثل في مجتمعنا الرياضي والوحداوي تحديدا حالة (نادرة) جدا، فمن خلال متابعتي لأحاديثه التلفزيونية على مدى موسم كامل وجدته أشبه بذلك الماشي على خط مستقيم رسمه بنفسه وفي إطار محدد لا يرغب تخطيه وتجاوزه رغم كل (المؤثرات) الطاحنة التي تحاول جاهدة (زحزحته) لإسقاطه من برجه السوي (العالي)، وإسقاطه في هاوية أهواء شلل وحداوية وتخبطات أعضاء شرف عشوائية تتفنن في تدبير المؤامرات الكيدية.
ـ بمنتهى الصدق والصراحة لقد أبهرني هذا المكاوي الوحداوي بميزة(الحلم) التي يتمتع بها و(رزانة) منطق يتحدث به، إذ إنه لا يترك مجالا للخطأ لمحاوريه وخصومه أو أي (ممسك) عليه، حتى على مستوى نبرات صوته قادر على التحكم فيه بدقة مهندس صوت (محترف)، وفي نظراته لابد أنك تعجب بضم التاء أو تستعجب بتلك النظارة الطبية التي اختارها (استايلا) مكملا (سبحان الله) لشخصية وقورة جدا، وفي ذات الوقت ليست سهلة أو ضعيفة أبدا، فلا يمكن الاستهانة بها إذ أراها في أسلوب تعاملها وتفاعلها تجيد بقدرات فائقة سياسة (الطحن بالسكاني).. والله يعين مين يكون تحت طاحونة الكعكي فإنه حتما خسران (مئة في المئة)، ولو كنت مكانه لما ترددت في إقامة دورات متخصصة يعطي من خلالها (كورسات) في مهارات (الطحن بالسكاتي).
ـ لا يعيبه إطلاقا أن (تحالف) مع الأهلي فهو حسب ذاكرة (المؤرخين) امتداد لمن سبقوه (مسيراً وليس مخيرا).. والعهدة على الراوي الذي شهد على مجموعة (اختراقات) أدت إلى إجراء عدة انتقالات للاعبين ومدربين.. أبرزهم النجم السابق (عبيد الدوسري) والمدرب الألماني (بوكير).. وذلك في جو (صالح) نقي يتسم بعلاقة تسودها (السرية) المطلقة(داخل) إطار مصالح مشتركة لا تحكمها الماديات.. إنما جوانب أخرى شكلت الانطباع السائد عند الوحداويين وغيرهم بأن الوحدة (فرع) للقلعة الخضراء.
ـ أثناء استعراضي لأعضاء شرف النادي.. وهي أسماء كبيرة من شخصيات مرموقة ومن أبرز رجال الأعمال على مستوى المملكة والعالم العربي، لا أخفيكم إنني ضربت يدي فوق رأسي وحال لساني يقول (الله كل هذه الهوامير من أسماء لها وزنها في المجتمع المكاوي ويصفون الوحدة بأنها فقرانة)، فإذا كان كل هؤلاء لا يستطيعون دعم ناديهم (فعلى الوحدة السلام)، ومعذور الكعكي إن فرط في مكتسبات الوحدة بسب (قصورهم) قي دعمه ماديا لشراء عقود اثنين من أبنائه أو أكثر، ونفس الشيء يذكر بالنسبة لرئيسه السابق (جمال تونسي) الذي يثير غيابه عن قائمة أعضاء الشرف الحديثة علامات استفهام كبيرة، وهو الذي دائما ما يردد إنه يعمل ويدعم من أجل الكيان وليس الأشخاص.
ـ عموما أتمنى من الوحداويين (المخلصين) أن لا يتركوا مجالا لـ(المخربين) ويباركوا جهود (الحكيم) الدكتور محمد عبده يماني، ويحافظوا على (الكعكي) ويتمسكوا بـ(أسنانهم) لبقائه، فهو مكسب كبير لمكة وأبنائها، ومفخرة للوحداويين، وأحسب أنهم سوف يعضون أصابع الندم لو فرطوا فيه مثلما فرطوا في غيره.