النمور وجمهوره
في المعادلة الصعبة
أن تلعب على أرضك وبين جمهورك فتلك بمثابة (مشهيات) تفتح نفسه وشهية اللاعب لتمنحه طاقة تساعده من أجل إبراز مهاراته ويبدع ليفوز، وربما يحدث العكس تماما إذا دخل اللاعب (مشحوناً) بثقة مفرطة جدا تولد لديه وزملائه حالة من اللامبالاة والاستهتار بالفريق المنافس الذي يبحث هو الآخر عن انتصار أملا في قلب الطاولة على الفريق الضيف.
ـ في مساء اليوم تتجه أنظار كل عشاق المدورة إلى عروس البحر للمواجهة المهمة والمصيرية التي ستجمع الاتحاد بضيفه فريق بونيوديكور الأوزبكي، حيث لامجال للتفريط من كلا الفريقين اللذين يسعى كل واحد منهما لتعزيز موقفه في البطولة القارية وفرصة التأهل لللدور الثاني وبالتالي المضئ قدما نحو الطريق الصعب إلى بطولة كأس العالم للأندية.
ـ وبقدر ما يكون (التفاؤل) مطلوبا فإن الحذر ينبغي وضعه في حسابات من يدرك معنى (احترام) الخصم، أقول ذلك من منطلق مبني على المستويات الفنية (المتصاعدة) في أداء النمور وكلام جميل بدأ ينثر هنا وهناك، لا أظن أن اللاعب الاتحادي إذا لم يتعامل معه من منظور يدفعه إلى مزيد من العطاء فإن انعكاساته السلبية سوف تكون (وخيمة) جدا في مسيرة بطولة قد تضع الفريق في موقف صعب للغاية، ناهيكم عن احتمالات ربما تقدف به خارج كل التوقعات التي رشحته بأن يكون كعادته أحد فرسان آسيا.
ـ لاشك أن النمور بقيادة الكابتن محمد نور استطاعوا خلال الأسابيع الماضية تخطي كل الترسبات النفسية التي خلفتها حالة الإحباط التي أثرت عليهم عقب ضياع لقب الآسيوية الذين كانوا قاب قوسين أو أدنى من بلوغه، وذلك بعد الوقفة الصادقة من إدارة النادي برئاسة الدكتور (خالد المرزوقي)، والجهد الجبار الذي قام به المشرف العام على فريق كرة القدم (محمد الباز).. الذي بعلاقاته الجيدة مع اللاعبين وفكر إداري يتميز بالعمل في (صمت) ساهم في عودة النمور بتحقيق المركز الثاني في بطولة دوري زين والانتصارات التي تحققت بعد ذلك رغم كل الظروف التي واجهت الفريق، ولكن مباراة اليوم ستكون (نقطة التحول) المهمة التي تعيد (هيبة) زعيم آسيا في الألفية الثالثة وتضع أقدامه على المنافسة لتحقيق الصدارة بالنسبة لمجموعته، وإلغاء كل التكهنات التي تعرقل خطواته نحو بطولة لن يتنازل عنها بسهولة.
ـ وإذا كان نمور آسيا قد سجلوا حضورا قويا في القارة الآسيوية وشرفوا الكرة السعودية في هذا المحفل الرياضي، فإن جمهور العميد الذي استطاع أن يصنع له (بصمة) منحته في الموسم الماضي لقب أفضل جمهور في آسيا ليؤكد (شعبيته) الجارفة التي تخطت حدود بلاده، وهو إنجاز (معترف) به من أعلى سلطة كروية على مستوى القارة الآسيوية، لابد أن هذا الجمهور سيكون له تواجده هذه الليلة لدعم ومؤازرة النمور وكذلك استمرارية حفاظه على لقب أفضل جمهور في آسيا لموسمين متتاليين.
ـ عموما أمنياتنا بالتوفيق لنمور آسيا وجمهور سوف يحقق المعادلة (الصعبة) التي تسهل مهمة الفريق في كسب رهان تحد أطلقه مدرب (مغرور) تجاهل حجم تأثير جمهور العميد في حصد الانتصارات والبطولات للمونديالي.
ـ وفي خضم هذه الأمنيات أتمنى لسفير الوطن فريق النادي الأهلي تجاوز العقبة الإيرانية والعودة ظافرا بالثلاث نقاط بإذن الله تعالى وتوفيقه.