سلطان و(كرامة) الإنسان
كان من الممكن ألا تصل قضية أحداث ملعب (زعبيل) إلى ما وصلت إليه الآن لمرحلة (خطيرة) تتجاوز بكثير نتيجة مباراة وتحقيق بطولة لو كان هناك (نظام) صارم يطبق لا محاباة فيه ولا مجاملة لكل من تسول له نفسه اختراقه لأي سبب كان ومهما كانت صفة المتسبب ومكانته داخل منظومة هيئة عامة أو خاصة وحتى في بلاده.
ـ أول من عجز عن تطبيق النظام في تلك المواجهة هو حكم الساحة والمساعد الأول القريب جدا من موقع الحدث ومراقب المباراة فلو اتخذ موقفاً في حينها ضد جمهور المدرج الذي خرج عن الروح الرياضية مثل قرار الطرد الذي اتخذ في حق أخصائي العلاج الطبيعي لفريق النصر لأصبح (القانون) هو سيد الموقف وبالتالي فلن يجد المتضرر ذريعة للاحتجاج أو انتظار من (ينصفه) ذلك أن هناك قانونا فرض وجوده و(نظام) يجب أن يسود على الجميع ويحترم.
ـ ومادام أن (قضاة الملاعب) كانوا سبباً رئيساً ومباشرا في كل (المشاكل) التي حدثت من بداية إطلاق شرارة تلك (الفوضي) العارمة وما تبعها إلى يومنا هذا من مشكلات فلست متفائلا بأن تتوقف عند هذا الحد إنما أرى هناك تصاعد فيه هناك من يبحث بطريقة وأخرى عن (كش التراب) ومحاولة استعراض عضلاته مثل أمين عام اللجنة (المرزا) الذي (هرب) إلى ألمانيا وقرار اللجنة التنظيمية يدينه ذلك أنه ليس بأفضل حال من حكام تلك المباراة فقد غيبوا (النظام) مهتمين فقط بـ(الشكليات) ليعطوا مؤشرا أكثر (خطورة) بأن القوانين واللوائح والأنظمة لا قيمة لها عندما تهدر كرامة الإنسان فالمهم بالنسبة لهم هو استمرار البطولة والحفاظ على صورة المظهر العام لها وهنا يتكرر (المشهد) نفسه للمرة الثالثة دون أن يحس أحد بأنه لا توجد (فوارق) بين حكم تجاهل القانون وجمهور أثار الفوضى ورجال أمن لم يحافظوا على أمن يمس سمعة بلادهم.
ـ أطراف عديدة تدخلت وكل طرف يرى أنه على صح وحق ولا غرابة هذا التباين في الآراء والاختلاف في ظل قانون لا هيبة له ونظام غير معترف به ويتم تجاهله وقتله وفي ظل غياب صوت (العقل) الذي من المفترض عليه التدخل في الوقت المناسب ليقول كلمته الفاصلة التي تدافع عن كرامة الإنسان أولا وأخيرا.
ـ وبما أن (الصمت) هو الآخر (حكمة) عند بلد تحمل كل شعارات الحب والتآخي ولم الشمل فلم يكن مستغربا ان مارست قيادتنا الرياضة على المستوى الرسمي حالة (هدوء وسكون) لتراقب الموقف من بعيد متأملة (حكمة) تراها ممزوجة بعمل لا يضطرها إلى التدخل والخروج من سمة حكمة الصمت إلا أن (سلطان) الرياضة السعودية جاء في الوقت المناسب ليقول (كلمته) والتي وإن عنى بها نصاً أندية سعودية فإن المعنى الحقيقي المقصود به في جميع الأحوال عبر تصريح صحفي (بليغ) هو (كرامة الإنسان) فهل يا ترى وصلت (الرسالة) ؟.