من أتعب قلبك يامنصور؟
أثبتت الأيام بحلوها ومرها في ضعفها وشدتها أن رجالات الاتحاد مهما اختلفوا فيما بينهم حول ناديهم وحاول(الشيطان) وأعوانه التأثير على علاقتهم فإن(أصالة) معدنهم الطيب تبقى هي من يجدد متانة ترابطهم و(حب) خالص يجمعهم في كل(الأماكن)المؤذية الى(اتحاد)يلتقون في أحضانه وفي مركب واحد يسير بهم إلى بر (الأمان. (
- كما أن هذا الزمن بكل تحولاته ومتغيراته المفاجئة أكد أن وسطنا الرياضي بألف خير فمهما حاولت الحياة بمؤثرات (ألوانها)المختلفة والمتضاربة في أشكالها العامة والخاصة إلا أن سمو العلاقة التي كان للرياضة دور مؤثر في بنائها حافظت على الصورة النقية والجميلة لمجتمع سعودي(أصيل) لاتزعزعه الخلافات ولا تغيره (الأماكن) ولا اختلاف شعارات الأندية
- تداعت إلى رأسي هذه الكلمات بما تختزنه من مشاعر فياضة بما فيها من براكين أحاسيس تجمعت وأنا أتابع مشهد تأثرت به كثيرا أثناء متابعتي لهذه الالتفافة الإنسانية حول(منصور البلوي) من خلال زيارات (المحبين) لشخصه وهو ينام على السرير الأبيض في أحد المستشفيات الخاصة.
كان في مقدمة من زاروه واطمأنوا على (قلب طفل) يحتاج إلي عناية خاصة(طبيب القلوب) الدكتور خالد المرزوقى رئيس نادي الاتحاد الحالي الذي باشر بنفسه متابعة الحالة الصحية لذلك القلب المرهف المتعب من خلال فحوصات وتقارير طبية اطلع عليها ولسان حاله يسأل وهو في حالة من الدهشة والذهول(من الذي أتعب قلبك يا منصور)؟!
- بحثت عن إجابة هذا السؤال من خلال حقائق وشواهد وصور لابد أنها مرت على (ذاكرة أبو ثامر الفولاذية) قبل دخوله غرفة العمليات وإجرائه لعملية قسطرة شرايين لقلبه الرقيق أحيانا والقاسي في بعض الأحيان ويقيني أنها كانت لحظات(صادقة) مع الذات وهو يقلب الزمن و(تقلباته) العجيبة ويسترجع شريطا طويلا من ذكريات(سارة) وأخرى جزء منها(حزين) والبقية الباقية(مؤلم) جدا.
- الذكريات المؤلمة جدا هي التي أثرت على قلبه الطيب وقد تراءت أمامه مجموعة من الوجوه والأحداث بعثر من خلالها عن كل ما يخص علاقته الشخصية بمن تعرف عليهم وتعرفوا عليه عبر(اتحاد) كان حلقة الوصل والوسيط لهذه العلاقة ثم في كل ما يتعلق بمشواره مع (نادي الوطن) وارتباط وثيق مع وسط رياضي اتفقوا على مدى تأثيره في قلب كثير من الموازين المعروفة في أنظمة الاحتراف واختلفوا حوله كـ(ظاهرة) له أيضا من الأخطاء والسلبيات التي ساهمت في هز صورته نتيجة قرارات لم يوفق فيها ومواقف شكلت علامة استفهام وتعجب تجاه شخصيته.
- عندما تنتظر قدرك)المجهول( في دقائق حاسمة وأنت مابين الموت والحياة يبدأ عندها ضميرك يدخل في عملية حساب لكل ماقدمت في هذه الدنيا الفانية التي لاتدوم على حال وحالة من)الندم( على كثير من أقوالك وأفعالك وصوت خافت موجه إلى رب العباد تتمنى مغفرته ونجاح العملية لتباشر بعدها حياة جديدة تضيف من رصيد حسناتك وقد استفدت من كل أخطائك آخذا وعدا وعهدا على نفسك بعدم تكرارها والعودة إليها لكي لا يتعب قلبك المرهف من جديد وتزيد آلامك وعندها يصبح من الصعب جدا تدخل جراحي أو علاج طبيب ينقذ حياتك من فراق يؤلم أحبابك ويجعلهم أيضا في دوامة مرض (وجع القلوب).