"اعترفلك"
مهمة ودور الناقد الصحفي لا تقتصر فقط على نقد السلبيات بتسليط الضوء عليها لمعالجتها من المعنيين بها إنما أيضاً يجب أن يكون متفاعلاً مع كل (إيجابي) يساهم في إبراز عيوب وأخطاء تحتاج إلى دعم (الكلمة) لتلافيها ومنع تكرارها والاحتفاء بالذين يملكون القدرة على إظهارها، ومن ثم المساعدة على الحد منها.
ـ بالأمس اطلعت على تصريح أمين عام الاتحاد السعودي لكرة القدم فيصل عبدالهادي بخصوص(النقد) الذي وجهه رئيس نادي الهلال حول اللوحة الإلكترونية بملعب الأمير عبدالله الفيصل والتي قامت بعرض أهداف الفريق الاتحادي أثناء إقامة مباراة الأهلي والهلال حيث أبدى رفضه الشديد لما حدث وان أمانة الاتحاد سوف تقوم بإرسال تعميم يمنع مديري الملاعب من عرض أهداف المباريات الأخرى على شاشات الملاعب.
ـ هذا التجاوب من قِبل أمين عام الاتحاد السعودي لكرة القدم في معالجة (سريعة) جداً للخطأ والاعتراف به بقدر ما نثني عليه ونحييه على هذه المبادرة إلا أننا نتساءل لماذا مارس الأمين العام صمتاً طويلاً على هذا الخطأ ولم يتحرك منذ ظهوره على منعه وعدم تكراره، علماً بأن الصحافة وبعض القنوات الرياضية أشارت إلى وجود هذه التقنية المتطورة وأشادت بهذه الخطوة ومن بينها عرض الأهداف .. فهل معنى ذلك أن الأمانة العامة للاتحاد السعودي لكرة القدم على الرغم من علمها بمثل هذه الأخطاء إلا أنها لا تتدخل إلا بعد أن تجد اعتراضاً ونقداً من الأندية.
ـ هذا التدخل (الرسمي) من الجهات المعنية لم يكن هو الأول في هذا الموسم إنما أيضاً عندما عبر رئيس نادي الهلال في تصريح فضائي له عن سوء المعاملة من إدارة ملعب الملك فهد على إثر منعه من دخول الملعب عقب انتهاء المباراة، حيث صدر بعد ذلك قرار من الاتحاد السعودي لكرة القدم يسمح لرئيس النادي ونائبه بالدخول لأرضية الملعب عقب انتهاء المباراة مباشرة، علماً بأن مثل هذه الحالات سبق أن تحدث وصرح بها رؤساء أندية سواء على مستوى المعاملة غير الحضارية التي يلقونها بمنعهم من دخول الملعب أو ما يجدونه من مضايقات بالمنصة الرئيسية ولم نرَ للامين العام تدخلاً حينذاك إنما كان رده هو ومديرو مكاتب رعاية الشباب بأن لديهم تعليمات من الرئاسة العامة لرعاية الشباب وهم يمتثلون لها بتطبيقها حرفياً.
ـ على كل حالٍ بقدر سعادتي الشديدة بتفاعل الجهات الرسمية بالاتحاد السعودي لكرة القدم وتجاوبها بمعالجة سلبيات اضطر رئيس نادي الهلال إلى نقدها بعدما أثارت غضبه إلا أنني آمل أن يواصل الأمير عبدالرحمن بن مساعد في كشف مثل هذه السلبيات والعيوب وأعترفُ أن شخصيته كصاحب كلمة مرموقة ولمكانته الاجتماعية وكرئيس لنادٍ كبير لها تأثيرها القوي في دعم الكثير من الآراء النقدية التي وجهتها الصحافة والإعلام، حيث استطاع أن يحقق ما لم يستطع الإعلام المقروء والمرئي تحقيقه ولعله بمثل هذه المواقف الصريحة يمثل صوتاً قوياً للأندية عموماً وليس الهلال فحسب بالدفاع عن حقوقهم بعدما أثبت أنه قادر على إيجاد (التغيير).