2009-01-30 | 18:00 مقالات

نوادر العرب

مشاركة الخبر      

لا تخلو نوادر العرب من الطرافة والحِكم والعِبر وإن ارتبط جزء منها حسب رواتها بأحداث قصص حقيقية إلا أن هناك ممن لهم علاقة بالأدب المعاصر ينسبون غالبيتها إلى نسج الخيال مثلها مثل حكايات (ألف ليلة وليلة)، حيث كان لها زمان من المحبين لسماعها والمتفاخرين بحفظها وسردها كما هو حاصل الآن لهواة مشاهدة المسلسلات التلفزيونية والأفلام السينمائية.
ـ وإذا أردنا العودة إلى تلك النوادر المسلية بناءً على دعوة ورغبة رئيس نادي الهلال على إثر غضبه الشديد الذي عبّر عنه في تصريح فضائي لما قامت به اللوحة الإلكترونية في ملعب الأمير عبد الله الفيصل بجدة من استفزاز صريح له وللاعبي الفريق وجماهير ناديه عقب عرضها أهداف الفريق الاتحادي في مباراته أمام الشباب في التوقيت نفسه الذي كانت تُقام فيه مباراة الأهلي والهلال، فلا بد لنا أن نستغرب المسببات التي دفعته إلى رفض تطور عم الملاعب الرئيسية وكذلك نبش ذاكرة التاريخ فلربما ما سوف نطرحه من معلومات يخفف من حدة غضبه إلى جانب وضع (الإحساس والحساسية) في مواجهة (مقارنة) لمعرفة تأثير الضغوط على الفريق المنافس.
ـ إن من بين هذه النوادر التي ما زال التاريخ يحتفظ بها في سجلاته حادثة شهيرة وقعت في موسم 1416هـ كان طرفها يا سادة يا كرام (الزعيم) في مواجهة مصيرية أمام (العالمي) وكان (الاتفاق) في التوقيت نفسه متبارياً مع فريق (حاتم الطائي) في لقاء الأبطال، حيث إن نتيجة المباراتين كان لهما تأثيرها في صعود أحد الناديين الهلال أو الاتفاق للمربع الذهبي المعمول به في ذلك الزمن.
ـ هل تعلمون (ياسادة يا كرام) أن المذيع الداخلي للملعب الذي كانت تُقام فيه مباراة النصر والهلال كان بين حين وآخر يذيع أحداث نتيجة مباراة الاتفاق والطائي ولم نسمع حينها صوتاً اتفاقياً يطالب بـ(التحقيق) بعد تأهل الزعيم من منظور الحافز المعنوي للفريق الهلالي الساعي إلى تحقيق نتيجة إيجابية تُحرم الاتفاق من المربع.
ـ أما إذا أردنا تقدير التنافس الرياضي الشريف بين الأندية والحالة النفسية للاعبين حتى لا نمارس ضغوطاً تؤثر فيهم سلبياً في مباراة مصيرية أمام الفريق المنافس، فمن الواجب علينا أن نذكر رئيس الهلال بتصريح فضائي صرح به قريباً عندما لجأ إلى (إحساسه) قائلاً إن إحساسه بأن الصدارة (هلالية) في إشارة واضحة إلى أن الفريق الاتحادي سوف يُهزم من الأهلي، وهو بهذا التصريح مارس ضغطاً نفسياً (سلبياً) على لاعبي الاتحاد و (إيجابياً) على لاعبي الأهلي.
ـ عند هذا الحد سوف اكتفي بهذا الكم اليسير من نوادر العرب خشية من سرد معلومات إضافية سوف تثير الحساسية عند الآخرين، وتقديراً لـ(أحاسيس) من يؤمنون بأن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية .. وعلمي وسلامتكم.