الشفافية والمتخلفون
في الوقت الذي بدأ إعلامنا السعودي في شتى مجالاته يقفز خطوات متقدمة متجاوزا مرحلة كان يبحث له فيها عن هوية وعن مساحة حرية تمنحه القدرة والشجاعة على مناقشة مشاكل مجتمعه بكل وضوح وشفافية ومعالجتها برؤية تندمج مع مدارس النقد المختلفة والمتعددة الأوجه والطرق، نجد اليوم من منسوبي (الكلمة) المحسوبين على إعلامنا الرياضي على وجه الخصوص من يحاول الرجوع بنا إلى الخلف خطوات ليعيد مجتمعنا لسنوات كان مثل الطفل منبهرا بحضارة الغرب، وكلمات تدغدغ مشاعره عبر ما يسمعه ويشاهده ولسان حاله في ذلك الوقت يقول (متى نصير زيهم، وكيف سمح لهم بطرح مثل هذه المواضيع)، مع أن ما ينشر صحفيا أو يبث تلفزيونيا هو كلام عادي يخاطب (الحقيقة) ويدعم كل وسائل الاتصال للوصول إليها.
ـ هذه الفئة (المتخلفة) جدا والتي بدأت تجد من يأخذ بيدها ويفرش لها أرضية الملعب على وتر يداعب عاطفة المسؤول عن طريق لغة المدح والتطبيل وإبراز غيرتها الشديدة نحوه ونحو كل ما له علاقة به لتمارس دفاعا مستميتا عنه ولو كان ذلك على حساب حقوق الكلمة وزميل حرف يناضل من أجل أن يكون لها وجودها القوي ودورها المؤثر لنهضة شاملة يعيشها وطن تدعو قيادته الحكيمة إلى (الشفافية) وتطلعات تنادي (المواطن) ليمارس مسؤولياته الكاملة للبناء والتطوير.
ـ ونحمد الله الذي سخر لهذا البلد المعطاء ولاة أمر أدركوا أهمية مرحلة انتقالية لرياضة وطن تحتاج إلى (شفافية) متناهية في أسلوب الطرح والمعالجة وفق حرية لا تقف ضد من يكتشف الأخطاء والعيوب وتجاوزات تعرقل الأنظمة وتهدر أحيانا قيمة الإنسان.
ـ ليس عيبا أن يكون هناك حوار يختلف في مجمله أو في أجزاء منه حول ما يهم مصلحة الرياضة السعودية حتى وإن ارتفعت أصواتنا وتخطت في لحظة انفعال ما كنا نعتقده بأن المنافسة في مثل هذه المواضيع والقضايا (ممنوع) وأن من يفتح فمه أو يكتب بقلمه فإن مصيره مجهول، ذلك أننا اليوم في (عهد) نشكر الله عز وجل أن منحنا أمنا ملأ نفوسنا بهجة وغطى حياتنا استقرارا حيث وضعنا في مقدمة الأمم حتى إن البعض يحسدنا على هذه النعم.
ـ هناك من يحاول زرع الفتن، ويجب أن نكون يدا واحدة.. هذا ما قاله وصرح به الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب في حديثه التاريخي لبرنامج (في المرمى) ولزميلنا المبدع دائما (بتال القوس) وهو من خلال هذا الحوار الذي دار بينهما لامس (شفافية) مسئول في منصب كبير لم يجد حرجا في الإجابة على أسئلة فرضتها مداخلة تلفزيونية أخذت من التأويلات والتفسيرات صورة ترغب في تشويه الكلمة وإثارة الفتنة بين أعضاء الجسد الواحد.
ـ علينا عقب تلك المداخلة وذلك الحوار أن نكون أكثر وعيا وإدراكا لأهمية مرحلة إعلامية تمر بها الكلمة في شتى تخصصاتها، فإذا كانت الصحافة في السنوات الماضية قد مارست دورها المطلوب فهذه القنوات التلفزيونية الفضائية وقد لقيت الدعم الكامل لحرية (حوار وطني) يضع النقاط على الحروف أصبحت هي الأخرى تقوم بدور يجب أن لا تتخلى عنه مهما كانت العراقيل والمعضلات وبمنتهى (الشفافية) دون إساءة تمس الأشخاص وذمهم أو تعطي لـ(المتخلفين) فرصة الاصطياد في الماء العكر للنيل من أبناء الوطن الواحد.