2017-07-20 | 03:00 مقالات

(حليمة وثوبي المشقوق)

مشاركة الخبر      

قالت العرب قديماً (عادت حليمة لعادتها القديمة) وتقول كلمات شعبية لأغنية فلكورية (حليمة حليمة خيطي ثوب المشقوق.. جديد النقوش والا لبسته يسليني).

 

ولا أعلم لم ارتبطت مفردات (حليمة، عادة قديمة، ثوب مشقوق، خيطي) بغرض الزاوية حينما قررت أن أبحر في الكتابة عن (ديون الأندية) واقترابها من الإفلاس بسبب (هياط) إدارات أندية وجدت ضالتها في (فلاشات) وقتية تشبع نهم المسؤول وتجعله يتخبط كأن به مسّ فلا يفكر بعدها بعواقب الأمور فيركب الدين على الدين حتى تصبح الأندية كظهر جمل هزيل حمّل فوق طاقته فلا هو الذي يستطيع النهوض ولا هو الذي يتهنأ بـ (مبركه) حتى خيّل لي أن اسمّي ديون الأندية (مَبرَك الناقة). 

 

في أوروبا مثلاً يوضع سقف مالي لكل نادٍ لا يمكن له أن يتجاوزه في تعاقداته وهذا السقف مرتبط بميزانية النادي ومقدار استثماراته وهو حل ناجع ومثمر لكنه لا يصلح لتطبيقه لدينا فبيئتنا للأسف غير شفافة ولو تمّ تطبيقه وحرم نادٍ كبير من التعاقد وسمح لآخر ستجد حينها فكر المؤامرة حاضراً وسيعتبرون ذلك محاباة له ولن ينظروا للجانب المشرق وأنه يملك ميزانية معتدلة ولديه سيولة ويطالبوا الأندية الأخرى بالاقتداء به ثم إدارات الأندية ستتحايل على هذا النظام وستبحث عن ثغرات بل ستتجاوز اللوائح ولن تفرّق بين حلالها وحرامها إلا من رحم ربي كما فعلوا جميعاً في تحديد السقف الأعلى للرواتب والذي لم يطبق فعلياً وحسنته الوحيدة أنه نقل العبء من ظهر الأندية إلى أكتاف الرؤساء ولكم أن تعرفوا أن هناك رؤساء أندية مجمدة حساباتهم وموقفة بياناتهم وبعضهم ممنوع من السفر لحين السداد وأصحاب الحقوق بدلاً من التفرغ للعمل الميداني أصبحوا يتنقلون من مكاتب المحاماة إلى مراكز الدرك ومنها للنيابة العامة وأروقة المحاكم.

 

هذا (الشق العظيم) في ثوب كرة القدم السعودية كان على وشك الانتهاء أو معذرة بدأت أولى خطوات (رتقه) بعد خطوات عملية قامت بها هيئة الشباب والرياضة لكنها خطوة (وئدت) وهي (خديج). 

 

لكن مع حضور اتحاد القدم الجديد ورغم أن القديم وصل بكرتنا لحضيضها ورغم أنه بدأ بخطوات جيدة كزيادة عدد مرات طلب الحكام الأجانب وكذلك زيادة عدد اللاعبين الأجانب والسماح بحارس مرمى محترف إلا أنه أخفق في التعامل مع حدثين مهمين (الضعف أمام الأندية الكبيرة) كما حدث في قضيتي (خميس والعويس) وتجاهل (ديون الأندية) فهي تستعد حالياً للتسجيل وعليها ديون تتجاوز عند بعضها (ربع مليار) وبعضها لديه قضايا منظورة في فيفا والكاس وأخرى ممنوعة من التسجيل لفترات وبعضها مهدد بالخصم من نقاطه.

 

لكن يبدو أن (حليمة رجعت لعادتها القديمة) وأنها لن (تخيط الثوب المنقوش). 

 

الهاء الرابعة 

‏عسى المعسر اللي حاجته ردها الاحراج

‏ما يصبح عليه الصبح ويديه محتاجه

‏وعسى الميسر اللي ما يفرج على المحتاج

‏ تحده ظروف الوقت ويجرب الحاجه