لا جديد في النصر
من لديه القدرة على اكتشاف الأخطاء في وقت مبكر، والتعامل مع أسبابها وليس نتائجها، حتمًا سيسلك الطريق الصحيح، ومن يترك الأخطاء تتراكم كحال الإدارة النصراوية دون جهد لحلها، لا يُنتظر منه تطور لافت.
ومن يفتقد معايير النجاح وأسسها الفنية والعلمية، لن تهبط عليه هكذا بكلام يقال في الهواء، وباب التنظير مشرع وباب العمل يتطلب مقومات، والتجارب الماضية للإدارة النصراوية تؤكد أنها خارج دائرة المهنية العملية.
والمثل يقول "من جرب المجرب حلت به الندامة"؛ فلا جيد منتظرًا في النصر بعد إعلان إدارته في برنامج في المرمى رغبتها في الاستمرار دون اعتبار لرغبة الشريحة العظمى من جماهيره التي نادت بالتغيير.
فماذا ينتظر من إدارة أفرغت خزائن النادي وأغرقته في الديون، وتركت اللاعبين في العراء بلا رواتب على مدى عشرة أشهر، غير استمرار مسلسل الضياع الإداري والفني وعشعشة مزيد من السلبيات في بيئة منفرة وطاردة.
وبيئه إدارية من هذا النوع هي خارج زمن الاحتراف، لكن بلغ بها الغرور الحالم إلى الاعتقاد بأنها هي من يرسم الانضباط ومعالجة الأوضاع في الموسم المقبل، والثابت أن من يصنع الفوضى لا يعيش إلا بها.
النصر يدفع ثمن السلوك التفردي المعوج بمباركة من هيئة شرفية هي أضعف من أن يكون لها كلمة حازمة لوقف العبث الإداري، وعلى ما يبدو أنه لا يوجد جمعية عامة في ظل صمتها عن محاسبة المقصرين.
وفاتورة دفع الثمن مرشحة للاستمرار ما بقيت الأدوات المعوجة؛ فلا جديد في الموسم المقبل غير إنتاج مزيد من الفوضى والتجارب العبثية في النصر، عنوان فشل نتيجته واضحة بضياع الجهد والمال.
يبقى القول إن النصر بعبث إداري تجرد من كل عوامل الإبهار الفني وطال المد السلبي جماهيره، وهي رأس ماله الحقيقي، بعزوفها عن الحضور في المدرجات؛ كاحتجاج حضاري؛ لما آلت إليه الأوضاع في فريقها.
وإن كان هناك من ينتظر صحوة مشكوك في حدوثها هو كمن يراهن على أرنب أعرج في مضمار لسباق الخيول، وأهل التجارب يقولون "الطبع يغلب التطبع"، وهذا يعني أن من اجتر تكرار أدواته القديمة ولم يعتبر لا يرجى منه فلاح.