مكياج فوز المنتخب!!
الفوز في كرة القدم لا يختلف عن المكياج على الوجوه، الانتصار يستر الأخطاء الفنية والإدارية والمساحيق تخفي العيوب والتجاعيد.
شيء ما يجعلك عند الخسارة في كرة القدم تشاهد وجهك الحقيقي كما هو دون أي مساحيق خادعة تضللك بفوز عابر وتعطل علاجك للأخطاء.
من يسمع حديث المسؤولين عن الرياضة في السعودية بعد هزيمة المنتخب من روسيا في الافتتاح بنتيجة كارثية والفوز المستحق على مصر، يدرك أن العاطفة تلعب الدور المؤثر في تقييم الأداء؛ ما يجعل تشخيص الواقع مرتبطًا بحسرة هزيمة أو نشوة فرح.
لا يمكن أن تتطور الرياضة في أي بلد القرار فيها رهين العاطفة، يجب علينا أن نعدل في تقييمنا لمنتخبنا دون جلد الذات المبالغ فيه عند الهزيمة، أو الغلو في الفرح عند الفوز، في كلتا الحالتين لا يكون للعقل حضور في استنتاج الأسباب وراء الإخفاق أو النجاح.
بعضهم يرى أن مشاركة المنتخب السعودي في كأس العالم في روسيا ناجحة مقارنة بالمشاركات السابقة للأخضر، باستثناء مونديال أمريكا 94م، الذي وصل فيه الصقور الخضر إلى دور 16.
لا يمكن مقارنة الإمكانيات المادية والبشرية بين المشاركات المخجلة للمنتخب السعودي في بطولات كأس العالم السابقة مع الفترة الحالية التي تعتبر تاريخية من جميع النواحي التي سبقت الإعداد لمونديال روسيا، والتي يفترض منجزها لا يقل عن مونديال أمريكا 94م.
لا يبقى إلا أن أقول:
ألم يكن هدف عادل عزت قبل المونديال أن يصل المنتخب إلى دور الثمانية؟!
عندما تكون مسؤولاً وأهدافك مبالغًا فيها مقارنة بإمكانيات لاعبيك عليك أن تدرك أن الخطط والاستراتيجيات في مصنع القرار بالمنتخب لا تلامس الواقع الذي نعيشه، بل مصدرها مسؤول خبرته ضعيفة.
هناك أخطاء إدارية وفنية فاضحة قبل مونديال روسيا، ساهمت في عجز المنتخب السعودي عن تجاوز دور المجموعات، يجب ألا يكون فوز الصقور الخضر على منتخب مصر مكياجًا يخفي عيوبًا كثيرة من جميع النواحي؛ حتى لا يتكرر فشل المونديال في كأس آسيا يناير المقبل.
قبل أن ينام طفل الـ"هندول" يسأل:
هل فوز المنتخب على مصر يخفي عيوب مشاركتنا بالمونديال؟!
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك..