هازارد ولوكاكو ودي بروين .. مثلث الرعب البلجيكي
خطفت بلجيكا الأضواء من الجميع بعد الفوز على البرازيل، ليتم إقصاء المرشح الأوفر حظا لنيل اللقب، نتيجة العمل التكتيكي الكبير من المدرب روبرتو مارتينيز ولاعبيه، للحد من خطورة نيمار ورفاقه، واستغلال نقاط ضعف "السيلساو" المتمثلة في خط الدفاع، ليقدم الشياطين الحمر واحدة من أجمل مباريات المونديال، ويضرب موعدا مع فرنسا في نصف النهائي.
لعب المنتخب البلجيكي بخطة 3-4-2-1 طوال البطولة، لكن عاب هذا الرسم وجود مساحات كبيرة خلف الظهيرين، وتقيد دي بروين بالشق الدفاعي بجوار فيتسيل في خانة الارتكاز، لذلك عدل المدرب من أسلحته أمام البرازيل، وتحول إلى مزيج بين 4-3-3 في الحالة الهجومية، و4-4-2 "الجوهرة" من دون الكرة، ليتفوق باكتساح في الشوط الأول، ويسجل هدفين عن طريق النيران الصديقة ثم تسديدة دي بروين.
ويعتبر ثلاثي الهجوم "لوكاكو، دي بروين، هازارد" بمثابة كلمة السر في تلخيص نجاحات البلجيك، حيث أن مهاجم مانشستر لا يفكر في تسجيل الأهداف، بل يقوم بالضغط على الدفاع كما فعل أمام البرازيل، ليتحول إلى اليمين كجناح صريح، ويغلق الطريق أمام الظهير الأيسر مارسيلو، لتنعدم خطورة الفريق اللاتيني بالشوط الأول، نتيجة فشل الدفاع في الخروج بالهجمة من الخلف إلى الأمام.
أما هازارد فلديه سحر خاص في المراوغة والاحتفاظ بالكرة، لذلك لعب على اليسار كجناح خط، للاستفادة من قلة خبرة فاجنر الظهير الأيمن، وشن الهجمات بحرية عند دخوله إلى العمق، مع حمايته بواسطة الثنائي شادلي وفيرتونخين، لينجح نجم تشيلي في عمل 10 مراوغات صحيحة، لتظهر قيمته أكثر بالشوط الثاني، عندما زاد الضغط البرازيلي لإدراك التعادل، لكن كان لإيدين دور محوري في إجبار دفاع البرازيل على ارتكاب المخالفات وإضاعة الوقت.
ومن لوكاكو وهازارد إلى نجم المباراة كيفين دي بروين، اللاعب الذي يجمع بين الواجبات الدفاعية والهجومية، من خلال تمركزه كلاعب وسط رائع أمام ثلاثي الارتكاز، وقيامه بدور المهاجم الصريح في العمق، ليُكمل مثلث الرعب البلجيكي في الطريق نحو اللقب الكبير.