سْوات علاج مشكلة الدوري
لا شيء يجعل القرار يتجه إلى الطريق الصحيح إلا تقبله للنقد والأخذ والرد، أي قرار حتى ينضج يحتاج إلى نقاش وحوار.
يعيش الاتحاد السعودي لكرة القدم في مفترق طرق بشأن الجدل الجماهيري حول استمرار مباريات دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين خلال فترة نهائيات كأس أمم آسيا للمنتخبات التي ستُجرى في يناير2019م.
لست هنا في محل الميل إلى بيان الاتحاد السعودي لكرة القدم بخصوص التمسك بقراره أو العدول عنه، الشيء الذي يهمني أن يخرج مشرع اللعبة الأكثر شعبية من هذه القصة بأقل الخسائر.
لا شيء يعمي عين المسؤول أكثر من العاطفة عندما يتأثر برأي الجماهير المؤيدة أو المعارضة له، كل ما يحتاجه المسؤول في هذه المرحلة هو"التخطيط الإستراتيجي".
يفترض الاتحاد السعودي لكرة القدم أن يسأل نفسه:
أين نحن وأين يمكن أن نذهب بهذا القرار لتحقيق مصلحة الكرة السعودية أم ضررها؟!
الأصل ألا يكون اتحاد اللعبة ضعيفاً خاضعاً للجماهير في قراراته أو الأندية الكبيرة، وفي نفس الوقت لا يكون معانداً في قراراته الخاطئة والمكابرة عليها، بل يجب تصحيح مساره والعدول عن أي قرار يؤثر سلباً على منتج مسابقاته من جميع النواحي.
لا يبقى إلا أن أقول:
أقترح على الاتحاد السعودي لكرة القدم للخروج من أزمة قراره أن يلجأ إلى قانون "سْوات" المعروف بأداة التحليل الإستراتيجي.
في قانون "سْوات" سوف يدرك الاتحاد السعودي لكرة القدم نقاط القوة والضعف في قرار استمرار الدوري من عدمه، إلى جانب الفرص التي سوف يحصل عليها عند التمسك بالقرار أو العدول عنه، وأيضاً التهديدات "العقبات" التي سوف تحاصره في المستقبل.
يحتاج الاتحاد إلى الجلوس على طاولة الاجتماع والعصف الذهني والتحليل المنطقي لجميع العوامل الداخلية والخارجية من خلال تقبل الآراء الرافضة لقراره بتحليلها لإدراك أنها تصب في مصلحة الدوري أم ضرره.
الأندية، اللاعبون، المدربون، والجماهير شركاء في المنظومة الرياضية والاستماع لهم قد ينير زوايا أخرى في أي قرار.
قبل أن ينام طفل الــ "هندول" يسأل:
هل قانون سْوات علاج مشكلة الدوري؟!
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية" وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.