2018-09-16 | 21:52 مقالات

وداعا خالد قاضي!!

مشاركة الخبر      

لا شيءَ جديدًا، إذ مرةً أخرى الموت يخطف مَن نحبهم، ومَن نرتاح لوجودهم بيننا. خالد قاضي ركن من أركان الإعلام الرياضي، عاش في المهنة سنوات طويلة، من عصر الفاكس إلى مواقع التواصل الاجتماعي، كل شيء تغيَّر إلا “خالد”، بقي كما هو طيب القلب نقي الروح.
حالة الحزن التي خيَّمت على الوسط الرياضي برحيل خالد قاضي، تكشف لنا حجم قيمته الكبيرة التي تسكن قلوبنا. في وفاة خالد لم يكن للحزن إلا اللون الأسود، الجميع باختلاف ألوانهم وميولهم، اتَّفقوا على الحزن على رحيل صاحب القلب الأبيض.
في الوقت الذي كانت فيه الصحافة الرياضية تعتمد بشكل كبير على الورق، كان خالد قاضي يصب عرقه وجهده كالحبر على صفحات الصحف لتعيش متألقة من خلال تميُّزه الإعلامي في جميع القوالب الصحفية. كان يمثِّل صحيفةً كاملةً.
في تاريخه الإعلامي كسب احترام القارئ والمشاهد، لأنه كان صادق النية، خفيف الظل، لا يحمل إلا الكلام الطيب، يحاور بأدب، يميل إلى الحقيقة، ويسعى إلى الوصول إليها حتى لو كانت على حساب ميوله، المهم عنده أن ينتصر الحق.

لا يبقى إلا أن أقول:
من طبيعة عملنا الإعلامي، أن نختلف في الرأي مع الزملاء، في كل مرة أنتقد فيها الأهلي في أمر ما، أجد أمامي “خالد قاضي” في البرامج الرياضية، أو “تويتر” يعترض على ما كتبته في هذه الزاوية “هندول”. الشيء المختلف في خالد قاضي، أنه حتى لو اختلف معك، يأسرك بحبه وهو يحاورك بالقول اللين، لا يتجاوز في القول، بل يُعد نموذجًا في الحوار حتى في الخلاف معك.
لا يحمل قلبي لهذا الخالد في أرواحنا إلا الحب، لأنه كان في حياتنا كالمطر كله خير. في فراقك يا خالد الألم يسكن أجسادنا، وستبقى خالدًا بيننا إلى الأبد ولن ننساك من الدعاء بأن نلقاك في الجنة، كما كنت مبتسمًا بروحك الطيبة.
المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للرياضة، أعلن التبرع بمبلغ 500 ألف ريال لأسرة خالد قاضي، إلى جانب تخصيص دخل مباراة الأهلي والحزم لأسرة الفقيد. هذا الموقف النبيل يجسِّد لنا حرص المسؤولين على تقدير كل مَن يخدم وطنه بإخلاص.
رحم الله خالد قاضي وأسكنه فسيح جناته..
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية” وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك..