لكل صابونة ليفة
لدي سؤال يحيرني كثيرًا وهو:
لماذا أي إشاعة تتحدث عن معالي المستشار تركي آل الشيخ تنتشر مثل النار في الهشيم؟!
في الأيام الماضية تحول بعض الناس إلى أطباء، كل واحد يشخص من رأسه ويقول معاليه مريض بهذا المرض!
وفي الثلاثة الأيام الماضية كان الحديث عن رحيل تركي آل الشيخ ومغادرة كرسي رئيس الهيئة العامة للرياضة.
ومن الطبيعي أن أي إشاعة لا بد لها حتى يكون مذاقها كالحقيقة، يجب وضع الملح والبهارات عليها من أجل أن تصدق، هناك من أقصى ركن في المجلس أنا أتوقع معاليه قدم الاستقالة بسبب ظروفه الصحية ويرد عليه واحد لم يشاهد في حياته أي مباراة، ولا يعرف كوعه من بوعه بخصوص الشأن الرياضي، ويقول أنا أتوقع معاليه تم إقالته من منصبه والسبب ووووووو.
ومن أجل قطع الشك باليقين، غرد تركي آل الشيخ في حسابه في تويتر قائلاً:
"سرطان.. بعدين بروح.. وش بعد".
المشكلة الحقيقية التي يعاني منها إي إعلامي أن كل من حوله يعتقدون أنه يعرف كل شيء، وفي كثير من الأحيان الإعلامي لا يعرف أي شيء، وعندما يقول لا أعلم يستغرب بعضهم ويردون عليه: معقولة ما تعرف الحقيقة؟ وليش إعلامي؟!
أنا لست طبيباً حتى تسألني عن تشخيص الأمراض عن بعد؟!
كل ما أستطيع أن أقوله لك أن "لكل صابونة ليفة"، هذه قصيدة لشاعر الجنوب محمد السنوسي، يشخص فيها حال أي مسؤول عندما يغادر منصبه، ويكتشف حقيقة الناس التي كانت تحيط به، يقول الشاعر:
أصدقائي أم أصدقاء الوظيفةْ..
أنتمُ يا ذوي النفوس الضعيفةْ
الأولى تهزؤون بالمثل العليا
وتلهون بالمعاني الشريفةْ
بسماتٌ ملوناتٌ وأخلاقٌ
وصوليةٌ غلاظٌ سخيفةْ
ونفاقٌ ملونٌ تخجل الحِر
باء منه فتنثني مكسوفةْ
تتدلى وتستكينُ وتنماعُ
وتغدو لكل صابون ليفةْ
فإذا ولت الوظيفةُ ولوا
وأثاروا عليك حرباً عنيفةْ
خلقٌ يشمئزُ منه كريم النفس
والطبعِ والخصالِ المُنيفةْ
يا لنفسي من أنفسٍ تقذف الحبر
عداءً على الثياب النظيفةْ
وعلى كل جانب من قذاها
قذرٌ يُزكم الأنوفَ وجيفةْ
خضت في بحرها وكنت غريراً
فطفا موجُها وكانت حصيفةْ
أوجهٌ كالبلاط لا تُنبت الزهر
وإن كان المياه كثيفةْ
وقلوبٌ مثل الكهوف ظلاماً
والضحى يغمر الوجود مُخيفةْ
غير أني وإن تألم قلبي
فهو ما زال كالظلال الوريفةْ
لست خِباً والخبّ قد يخدع البر
وهذي حكايةٌ معروفةْ
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك..