النصر مزور
أم مضلل؟
الفيلسوف اليوناني أرخميدس في القرن الثالث قبل الميلاد خرج من منزله يركض عارياً في شوارع مدينة سيراكيوز في جزيرة صقلية متجهاً إلى قصر الملك اليوناني هيرون وهو يصيح بأعلى صوته:
“وجدتها... وجدتها... وجدتها”.
تعود القصة إلى أن الملك أعطى صائغ مجوهرات كمية من الذهب الصافي لكي يصنع تاج العرش، عندما وضع هيرون الملك اليوناني التاج على رأسه تسلل الشك إلى جسده أنه مزيف.
ومن أجل معرفة الحقيقة لجأ الملك إلى الفيلسوف أرخميدس وبعد تفكير عميق اكتشف نظرية الإزاحة لتميز الذهب الخالص عن الزائف من خلال وضع تاج الملك في حوض ماء لاحظ أن كمية الماء التي أزاحها التاج كانت أكبر من تلك الكمية التي أزاحتها كتلة الذهب الخالص وبرهن بذلك أن التاج مغشوش خليط من الذهب والفضة.
هذه القصة تقودنا إلى أن الإنسان من القدم في مختلف العصور حارب “التزوير” لأنه سلوك قبيح يسعى صاحبه إلى التضليل بإخفاء الحقيقة بالباطل من أجل تحقيق أهداف غير شريفة تتعارض مع الحق البين.
الفطرة البشرية السليمة تنبذ “التزوير” هذه الجريمة المخلة بالشرف في قانون الإنسانية مهما اختلفت الأديان والأعراق تعتبر عاراً يلطخ نزاهة فاعله.
لا يبقى إلا أن أقول:
في الوسط الرياضي حالة من الترقب، الجميع ينتظر خروج الاتحاد السعودي لكرة القدم من صمته الغريب من أجل كشف حقيقة أن نادي النصر متورط في قضية تزوير بسبب الاحتجاج على لاعب الوحدة علي النمر أم تضليل الرأي العام.
المحاميان خالد أبو راشد وعلي عباس في برنامج “في المرمى” اتفقا على أن الوثيقة التي كشف عنها عبد الله بن زنان، المتحدث الرسمي لنادي النصر، لا تعد قضية تزوير لأنه لم يتم تقديمها كمستند إلى اللجان القضائية في اتحاد كرة القدم.
ومن جانبه، عارض أحمد الأمير المختص في القانون الرياضي هذا الرأي القانوني مغرداً في حسابه في تويتر:
“المادة 75 خصت بالذكر من يقوم بتزوير مستند أو وثيقة ومن يقوم باستخدامها لذلك الفعل نفسه التزوير وإظهاره في وسيلة إعلامية يعتبر مخالفة صريحة للمادة 75 ولا يشترط استخدام المستند المزور حتى تثبت المخالفة ومن حق لجنة الانضباط المطالبة بأي مستند مزور ظهر في أي وسيلة إعلامية وإصدار أحكامها عليه”.
قبل أن ينام طفل الـــ”هندول” يسأل:
هل النصر مزور أم مضلل؟
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية” وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.