تشجيع الأطفال براءة أم تعصب؟
التعصب الرياضي المنتشر في رياضتنا عدوى أصابت جسد بعض الأطفال وأصبحوا لا يختلفون عن الكبار في المبالغة بردود أفعالهم بالقول أو الفعل في المدرجات أو أمام الشاشة.
بين فترة وأخرى ينتشر مقطع في مواقع التواصل الاجتماعي لطفل يبكي عند هزيمة فريقه أو خسارة بطولة في موقف مؤلم تنتهك فيه براءة الطفولة.
من حق الأطفال أن يستمتعوا بحياتهم في هذه المرحلة العمرية بعيداً عن أي منغصات تعكر صفوها، الطفل يقلد من حوله ويقتدي بهم في تصرفاتهم إيجابية أم سلبية.
سوف نحصد ما نزرع، تربة الأطفال لو زرعنا فيها أن الرياضة منافسة شريفة سوف نجني ثمارًا من الروح الرياضية، والعكس صحيح عندما نغذي الأطفال بالتعصب الرياضي سوف يكبرون وهم يتقمصون الوجه القبيح للرياضة.
طبيعة الأطفال يقلدون من حولهم داخل المنزل أو خارجه، وفي الوقت الراهن يرتبط الأطفال بالأندية التي يشجعونها عاطفياً وكل ما يحدث في هذا الفريق من فوز أو خسارة سوف تجد لها التأثير على الحالة المزاجية للطفل، الشعور بالفرح والحزن وهذا أمر طبيعي، بشرط ألا يتجاوز حدود التعبير عن مناصرة الفريق في جميع ظروفه دون الإسراف في ردة الفعل التي يصاحبها الخروج عن المألوف فيما يخص الروح الرياضية.
الأسرة عليها دور كبير في عزل أطفالها من التعصب الرياضي، وأن تغرس في أجسادهم القيم النبيلة للرياضة ونبذ التعصب الرياضي ومحاربته، حتى نضمن تسلح أجيال المستقبل بالوعي في التشجيع الرياضي. كما لا أغفل دور معلم التربية البدنية في المدرسة بأن يكون قدوة لطلابه في تشجيع الأندية دون تعصب، وأن يعلم الطلاب أساليب التشجيع المثالية.
لا يبقى إلا أن أقول:
يقع على عاتق الهيئة العامة للرياضة مسؤولية كبيرة في محاربة التعصب الرياضي عبر برامج تستهدف جميع شرائح الجماهير.
الأندية تتحمل مسؤولية كبيرة في انتشار ظاهرة التعصب الرياضي بين الأطفال بين فترة وأخرى، أندية تكرم الأطفال الذين يبكون في المدرجات عند الهزيمة.
من الخطأ أن نكرم الأطفال عند التصرفات السلبية في الرياضة علينا أن نشجعهم على الروح الرياضية وليس التعصب الرياضي، الذي سوف يؤثر سلبياً على سلوكهم وشخصيتهم.
قبل أن ينام طفل الـــ”هندول” يسأل:
من المسؤول عن انتشار التعصب الرياضي بين الأطفال؟
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك..