2019-05-02 | 22:55 مقالات

الشخصية أولا

مشاركة الخبر      

شخصية الإنسان تلعب دوراً مهماً في حياته، نجاحاته وإخفاقاته، تأثيره وعدم تأثيره، بعض الشخصيات قد تقبل منها ما لا تقبله من غيره لأنه ذو قوة كامنة في شخصه.
أحب محمد علي كلاي لأنه صاحب رأي، عاش بطريقته وقال ما يريد قوله مدافعاً عن لونه وعن قناعاته، كلفه ذلك الكثير لكنه أصبح محمد علي كلاي، لم يلاكم على الحلبة فقط، بل لاكم في الحياة أيضاً وهذا ما صنع له الأسطورة، غابت أسماء منافسيه ومن بقي منهم إنما بقي في تلك المنازلات التي كان طرفاً فيها مع كلاي فقط، تحول كلاي إلى ملهم بسبب شخصيته وهذا هو الفارق ليس في الرياضة فقط بل في الحياة، تلعب الشخصية الدور المهم في الرسوخ، يختلف الناس في نقاشاتهم في المفاضلة بين ميسي ورونالدو، مهما كانت الآراء مختلفة، إلا أن شخصية رونالدو في الملعب وخارجه أقوى، وهذا ما أضاف لرونالدو وأوصله لهذه المقارنة، رونالدو هداف بينما ميسي صانع ألعاب وهداف، زالاتان إبراهيموفيتش لاعب كبير لكن صداه العالمي أكبر من نتائجه على أرض الواقع لأنه لا يلعب بالكرة فقط، بل بالكلمات أيضاً وهو ماهر بذلك للدرجة التي أصبحت له أقوال مثيرة يتداولها ويتندر بها الناس لطرافتها وأفكارها الغريبة، الفرنسي كانتونا أحد أبرز هدافي مانشستر في التسعينيات كان يلعب بشخصيته أكثر من مهاراته، وهذا ما أبقاه في الذاكرة رغم أنه ليس الهداف التاريخي في مانشستر ومدة لعبه في اليونايتد كانت حوالي أربع سنوات لكنه كانتونا، صناعة الشخصية التي لا تنسى ممكنة لكنها تحتاج إلى ثبات، والثبات يحتاج إلى شجاعة، قد لا تكون الموهبة كافية إن لم ترافقها شخصية تعرف كيف تديرها وتبقيها، مواهب كثيرة غادرت مبكراً لأن شخصيتها كانت أقل من أن تحتضنها وتبرزها، ومواهب أقل قدرة أبقتها شخصيتها وصعدت بها طويلاً، كل الذين رحلوا وبقوا في الذاكرة لديهم سمات مميزة في شخصياتهم، حتى في فن التمثيل والغناء والسياسة، عبدالحليم كانت شخصيته تغني على المسرح، وقفة أم كلثوم وجديتها وهي تؤدي أغانيها، وكل المتميزين اليوم لديهم داخل شخصياتهم ما يدعم مواهبهم ويبقيها مهما تغير الزمن وتغيرت أجواؤه.