إلى أين سيتجه المسحل بالكرة السعودية
عندي تفاؤل بأن المجلس الجديد لاتحاد كرة القدم الذي أعلن عنه بالأمس سيقوم بالخطوات البديهية التي من الواجب أن تكون أولوية أي اتحاد أهلي في العالم، وهي توسيع قاعدة اللعبة وتطوير كوادرها، وتوثيق العلاقة مع الاتحادين القاري والدولي، وجلب الأموال، وتأهيل المنتخبات للمشاركة في الاستحقاقات الإقليمية والقارية والأولمبية والدولية.
ياسر المسحل الذي تم انتخابه بالتزكية ومن خلال عمله السابق في اتحاد الكرة ورابطة المحترفين، كانت له تجربة ثرية رغم أنها ليست بالطويلة لأن تلك السنوات شهدت تحولات مهمة من حيث عدم الاستقرار الإداري في اتحاد الكرة السعودي وما تبعها بالضرورة من ارتباك في كامل منظومة العمل، كذلك عايش من داخل أروقة الاتحادين الآسيوي والدولي نجاحاتهما وإخفاقاتهما وما انتهى إليه الأمر، وما تركه كل ذلك من آثار على اتحاد الكرة وفي هاتين المنظمتين.
هذا كله يمكن أن يرفع من درجة توقع المسحل وتحسبه لما يمكن أن يواجهه ويتجاوزه وبدرجة عالية من الجودة، فالمسحل بدأ مرحلة النضج الإداري ويمكنه أن يلتقط خيوط النجاح ويحركها في اتجاه تحقيق الأهداف، فقد أنهى إبهار المكان، وكسر هيبته، وخبر أحوال من يتعامل معهم، وواجه ردات الفعل الجماهيري والإعلامي، وانتهى من سماع قصص "التراجيديا" وتابع حملات "شبيحة" الأندية على تويتر، وهشاشة مواقف أدعياء الحياد والمطالبين بالعدل.
لكن سيعيد التاريخ نفسه بكل التفاصيل إذا ما حشر المسحل ومجلس إدارته أنفسهم في منافسات الدوري بتفاصيلها الصغيرة، أو دخلوا في لعبة التجاذبات والأفخاخ الإعلامية التي ستنصب لهم بعد وقبل كل حدث، ليس لأنه يجب ألا يكون لهم دور في المنافسات الكروية طالما أن الرابطة لم تبدأ القيام بدور تجاهها، ولا لأنه على المجلس تجاهل كل من حوله، ولكن لأننا نريد أن تكون خطوات وقرارات الاتحاد مقدمة على الإملاءات، أو فرض السير في الاتجاهات الإجبارية.
خلاصة القول: إن تزكية ياسر المسحل وقائمته لدورة رئاسية لمجلس إدارة اتحاد الكرة تمتد إلى يوليو 2020م، أفضل ما يمكن أن تبدأ به المرحلة المقبلة للكرة السعودية من أجل إعادة ضبط خطواتها من جديد، وتحديد إلى أين يجب أن تتجه، هذا سيظهر في ما ستفعله هذه الإدارة لمنظومة الكرة السعودية بأكملها وليس لمنافسات الدوري فقط.. للحديث صلة.