الشّرّ أضعف
ممّا نتصوّر بكثير!
ـ بلكونة" الجمعة، تُطل على كتاب، ليس لي من المقالة غير العناوين الفرعيّة الصغيرة، وعلامات تعجّبٍ، وبعض تقويسات!، وقفزات صغيرة حذرة!، ويا للغرور إذ أزعم بأهميتها!.
كتابنا اليوم: "محاضرات الحائزين على جائزة نوبل للأدب 1958 ـ 1999". ترجمة عبد الودود العمراني. ولضيق المساحة تم الاستغناء عن العناوين الفرعية، والاكتفاء بالأسماء والقطف!:
نادين جورديمر:
ـ إنّ أيّ كاتب جدير بمهنته لا يحلم بأن يكون أكثر من مجرّد مصباح جيب!.
ـ غالبيّة الناس لا يُصدّقون أن الكاتب ليس لديه جمهور معيّن في ذهنه!.
ـ لقد أراد البشر دائمًا معرفة الأسباب، وهم الحيوانات الوحيدة القادرة على النظر إلى نفسها، سواء كانوا مبارَكين أو ملعونين جرّاء هذه القدرة المحفوفة بالآلام!.
ـ يُبدي أغلب الأطفال في لعبهم مَلَكَة الخيَال ثمّ يفقدونها عندما يُركّزون على أحلام اليقظة حول الرّغبة والحب، لكن الأمر يختلف لأولئك الذين سيصبحون فنّانين في مجال أو آخر!.
أكتافيو باز:
ـ يُوجَد جسر ما بين التقاليد والحداثة. وعندما يجري فصلهما بعضهما عن بعض تركد التّقاليد وتتبخّر الحداثة، أمّا عندما يلتقيان، فإنّ الحداثة تبثّ الحياة في التقاليد بينما تردّ عليها التقاليد بالعمق والرّصانة!.
ـ كلّ مغامرة شعرية مُختلفة، وكلّ شاعر غرس نبتة مختلفة في الغاب السّحري للأشجار المتكلّمة!.
ـ لمْ تَبْقَ أمثلتنا العُليا جماعيّة بل أصبحت فرديّة. إنها تجربة خطيرة!.
ـ إنّ ما نُسمّيه "اكتشاف" هو عمليّة بطيئة مُفخّخة لأننا أنفسنا شركاء نُسهم في أخطائنا وخداعنا!.
كاميلو خوزيه سِلّا:
ـ الأدب شكل فنّي لكل شيء وللجميع رغم أنه يُكتب دون إذعان ولا يعتني إلا بالهمهمة دون صوت لزمان ومكان ما!.
ـ ..، وإذْ تعوزهم الكفاءة لتحديد أدوارهم فإنهم يُحبّذون تحديد أدوار غيرهم!.
ـ في مجال الفكر، تقبع مملكة العبثيّة جنبًا إلى جنب مع إمبراطوريّة المنطق!، لأنّ الإنسان لا يُفكّر فقط بمفردات الواقع والممكن. يُمكن للعقل أنْ يُفكّك دسائسه إلى ألف قطعة ثم يعيد ترتيبها بصورة مختلفة كليًّا!.
ـ القُدْرة على اختلاق الحكايات هو العنصر الثالث في المقام الإنساني، والآخران: الفكر والحريّة!.
نجيب محفوظ:
ـ تقول أوراق البردي إنّ أحد الفراعنة قد نما إليه أنّ آثِمَةً نشأتْ بين بعض نساء الحريم وبعض رجال الحاشية. وكان المتوقّع أنْ يُجهز على الجميع،..، لكنه دعا إلى حضرته نخبة من رجال القانون، وطالبهم بالتحقيق،..، ليحكم بالعدل. ذلك السّلوك في رأيي أعظم من بناء إمبراطوريّة وتشييد الأهرامات، وأدلّ على تفوّق الحضارة من أيّ أُبّهةٍ أو ثراء!.
ـ من حسن الحظ أنّ الفنّ كريم عطوف، وكما أنّه يُعايش السعداء فإنّه لا يتخلّى عن التُّعساء، ويَهِب كل فريق وسيلة مناسبة للتعبير عمّا يجيش به صدره!.
ـ ..، لعلّ الشّر أضعف ممّا نتصوّر بكثير!،...، غاية ما في الأمر أنّ الشّرّ عربيد ذو صخب ومرتفع الصوت، وإنّ الإنسان يتذكّر ما يؤلمه أكثر ممّا يسرّه!.