لا معنى
لحياة
بلا أجنحة!
ـ بلكونة" الجمعة، تُطل على كتاب، ليس لي من المقالة غير العناوين الفرعيّة الصغيرة، وعلامات تعجّبٍ، وبعض تقويسات!، وقفزات صغيرة حذرة!، ويا للغرور إذ أزعم بأهميتها!.
كتابنا اليوم: فندق الغرباء. شعر: يواخيم سارتوريوس. ترجمة مصطفى السليمان. دار كلمة "أبوظبي". أضيف شيئًا أخيرًا: ليس أصعب من ترجمة القصيدة إلا القطف منها!.
ـ مرايا الرؤية:
على الطاولة دفاتر ومسبحة،
كُتُب وبلاطة لامعة من سمرقند،
حاسوب محمول،
والكثير من المرايا الصغيرة الداكنة،
إنها الكلمات، مرايا الرؤية،
للحب والكراهية، ولفتح الجمجمة.
ـ الحب والمعنى:
عن الماء يحدّثنا العطش.
....،.....،....،...،
من الحب الذي كان لك: مرّةً أخرى
تدخل يدك في المعنى!.
ـ الحقيقة:
البُعد كذبة. والزمن أيضًا!.
ـ نشيد الرغبة:
مصابيح الجلْد مُضاءة!.
نشيد الرغبة لا ينتهي:
تعالوا هنا، تعالوا، ما زال مُتّسَع!.
ـ بريق الشعر:
..، وتبقى الوردة حمراء
محفوظة ببريق الشعر!.
لسْنا قابلين للفناء. ونريد أن نصدّق ذلك حقًّا!.
...،....،...،
لا تقيس المدينة الوقت. بل تتصوّره!.
معارفها تتفتّت جيلًا بعد جيل في القبور!.
ـ الشاعر:
بين نفسي ونفسي رفرفة.
كأنّ فراشة غادرت حجرة
لتدخل في أخرى. حينما قالت:
هل تُحبّني؟. حملتُ قميصي
وكذَبْت!.
ـ زراعة الظّن:
كأنه يُمكن احتياجه يومًا،
كأنما كُرْمى للفن،
أغرس بذرة الظنون!.
ـ نهر الحياة:
الكهول على المقعد،
يتذكرون كم كان جميلًا،
العوم في تلك المياه!.
ـ هنا مرّ العمر:
هنا شُغفت بالمفردات القصيرة..
هنا مرّنت نفسي
على مقاومة الذكرى،
تلك السّكّين الجارحة!.
هنا لوّنت نفسي بألوان العمر
بفسفور كبد السّمك
دوّنت كل التجاعيد
بالتمام والكمال!.
ـ الوصيّة الأولى:
لا تنظروا نظرة الموتى. لا تضحكوا ضحك الجليد!.
ـ الوصيّة الثانية:
لا معنى لحياة بلا أجنحة!.
ـ العاشق مفضوح:
يستحيل الاختفاء تحت نور الحب الساطع!.
ـ الذكرى:
..، والذكرى:
ليست سوى العاشقات بعيدات المنال،
اللاتي كُنّ لنا ولم يعدن لنا،
واللاتي لم يكنّ لنا قطّ!.
اللاتي في الضوء غطسن. اللاتي قلن:
لن تذوق طعمًا
سوى طعم الوداع!.
ـ الحب كلمة.. ولكن:
تتنبّأ بنهاية الحب:
صه، ليست "الحب" سوى كلمة أخرى
كالصبر أو التبذير!،
بيْد أن الحب نفسه يعلم أنه موجود.
حتّى نُقبل على هذا العرض،
كما نُقبل على اللازورد بين الصخور،
لون طريق الفعل!،
الاقتراب من الآخر وهو الأمل
الذي علينا تغذيته.
وعندما الحب لا يُفضي
إلى الثمالة
يُمكننا حينئذ حذف الكلمة!.
ـ الغيرة:
الغيرة كانت خمس دقائق. مطر يلوّثه الغبار، مُرهق أمام ستارة الخرز، انفعال!.
ـ أطول "وقت قصير":
الساعة في مصر هي الأطول في العالم!،
ذاك ما يتذكره مع جملة الأم:
لماذا يُطلب من شخص،
أن يُحب شخصًا بالطريقة ذاتها!.
ـ شهوات:
كالجثث التي يرفق بها حفّار القبور
ويحفظها في ضريح باذخ ـ ورد على الجبين، وعلى القدمين الياسمين ـ
هكذا تبدو الشهوات عندما تمر محرومة من لقاء، ولو في ليلة عشق واحدة، أو مع الفجر حين يرنو القمر من عليائه نحو العاشقين!.
ـ القصيدة:
تبحث القصيدة عن مكان
لرغباتي التي لا تستطيع الإفصاح عنها!.
أعفَتْني من هذا الإفصاح
كما من الشرح!.
...،...،...،
القصيدة لا تحتمل التزيين!.
إنها منحوتة، وللشكل أسلوب الرقصة،
يفضح شدة الاستدارة!.
أرسلها لأصدقائي، وهم أحرار في فهمها أو عدم فهمها!.