ولماذا لا يفوز أوراوا في الرياض؟
الكل يقول اليوم إن على الهلال ألَّا يستقبل أي هدف في مرماه عند مواجهته أوراوا الياباني على ملعبه في الرياض، السبت المقبل، في ذهاب نهائي دوري أبطال آسيا.
هذا بالنسبة إلي كلامٌ من أجل الكلام، وإلا فإن استقباله هدفًا أو أكثر لا يهم إذا ما استطاع في نهاية المطاف كسب نتيجة المباراتين والظفر باللقب.
لو استعرت هذه المقولة، وردَّدتها بفهم، أو غير فهم، كما هو حال الغالبية، يمكن أن أقول: يستحسن ألَّا يستقبل الهلال أي هدف في المباراتين بدءًا بالأولى وانتهاء بالثانية.
الذين يرددون عبارات لا تتغيَّر، الأمر بالنسبة إليهم مساحة حديث، أو كتابة مطلوب ملء فراغها، لذا نسمع عبارات مكرَّرة عن "الديربي، النهائيات، مباريات الذهاب والإياب، شوط المدربين" وهكذا. عبارات لم يجرِ تصويبها، أو إدخال بعض الاجتهادات عليها، كما أن بعضها غير صحيح أيضًا.
لماذا لا يفوز الهلال، أو أوروا بنتيجة 2ـ1 ذهابًا وإيابًا، أو بأكثر، أو لا يسجل أوراوا هدفًا في ملعب الهلال، لكن يسجل ثلاثة في ملعبه، أو يفوز الهلال بهدفين دون مقابل، ويخسر في اليابان بالنتيجة نفسها، وتذهب المباراة في النهاية لليابانيين، أو الهلاليين؟!
أليس مما يُقال عن كرة القدم إنها مستديرة لذا ليس لها وجه يمكن أن تتعرف عليه، ألا نقول ذلك نحن، بل وأن لا أمان لها، ولدينا على ذلك شواهد كثيرة، فلماذا إذًا نتصنَّع الصدمة حين تحدث "أعاجيبها".
نهائي دوري الأبطال حدث كروي كبير في كل القارات، وبالنسبة إلى الأندية التي تلعبه. هو خلاصة كرة القدم في تلك القارات، وهدف أعظم أنديتها، فكل نادٍ يصل إلى هذا النهائي، يحظى بالوصف ذاته، والأهمية نفسها، لكنَّ الحصول على اللقب يضيف إلى ذلك حصانةً، حيث يحتفظ له التاريخ والسجلات بهذا الإنجاز للأبد.
هل كان لنا أن نعرف في الغرب الآسيوي أوراوا الياباني، وهل يمكن تجاهل أن الشرق عرف الهلال السعودي في الثمانينيات حين خسر أول نهائي له، وفي التسعينيات حتى 2002 حين حصل خلال هذه الفترة على ستة ألقاب، وعندما يلعب ثالث نهائي له خلال ست سنوات.
دعم جمهور الهلال فريقهم داخل الملعب وخارجه في مباراتَي الذهاب والإياب أهم من متابعتهم ما يُقال عنه في البرامج التلفزيونية، أو الصحافة، أو مواقع التواصل. هناك مَن يؤدون عملًا وظيفيًّا، وآخرون خصوم، أو يتسلُّون. ليس أحدٌ معك فكن مع نفسك.