أعضاء شرف
أم حليمة بولند؟
كثير من أعضاء الشرف رحلوا من خارطة رياضتنا دون أن نعرفهم عن قرب، لم نسمع أصواتهم ولا حتى نشاهد صورهم تزاحم اللاعبين ورؤساء الأندية للظهور الإعلامي أو الركض خلف إغراءات الشهرة، كانوا حقيقية جنوداً مجهولين، أموالهم في تبرعاتهم تتحدث عنهم، وحكمتهم في علاج مشاكل الأندية بعيداً عن الأضواء بلسماً يعالج الخلل.
في تاريخ الرياضة السعودية كثير من أعضاء الشرف في مختلف الأندية لهم قيمة خالدة في قلوب الجماهير حملوا على أكتافهم الأندية وتكفلوا بها مالياً في ظروف صعبة، لا شيء كانوا يرجون من التضحية بأوقاتهم وأموالهم إلا زرع بسمة في جسد مشجع بسيط يتشارك مع عضو الشرف حب الكيان.
في زمن مضى لم يعزف عضو الشرف على عاطفة الجماهير، ولم يتلاعب بهم أو يساومهم أو يحرضهم، كان واحداً منهم لا يختلف عنهم ولم يجعلهم يوماً يشعرون أنه بأمواله اشترى حبهم أو كسب ودهم، كان المعيار الحقيقي الإخلاص في الوقوف مع النادي في السراء والضراء لا أكثر.
للأسف في السنتين الأخيرتين هبط على أنديتنا بالبراشوت أعضاء شرف ليس لهم تاريخ في رياضتنا، دفعوا رسوم العضوية الشرفية وكتبوا أمام أسمائهم بالخط العريض عضو الشرف الذهبي هدفهم التسويق لذاتهم على حساب مصالح الأندية.
مساكين هؤلاء شحات الشهرة يقتاتون كل يوم لرفع قيمتهم المزيفة من خلال التلاعب بعواطف الجماهير من يشاهد تصرفاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي يخلط بينهم وبين حليمة بولند، لا نعرف هم أعضاء شرف أم مقدمو برامج الفوازير، وهم بكل سذاجة يطالبون الجماهير بالرتويت للحصول على هدية جوال من خلال مسابقات هدفها زيادة المتابعين وعدد الرتويتات.
لا يبقى إلا أن أقول:
الأصل أن يكون مجلس أعضاء الشرف موطن سند إدارة النادي من خلال تصحيح الأخطاء وتعزيز الإيجابيات بالرأي السديد والمناقشة الجادة في الغرف المغلقة لتمحيص عمل الإدارة وتقويمها وليس البحث عن الشهرة في البرامج الرياضية، الصحف، ومواقع التواصل الاجتماعي.
يقع على عاتق الهيئة العامة للرياضة مسؤولية كبيرة في وضع ضوابط فيما يتعلق بحقوق وواجبات أعضاء الشرف في الأندية لأن بعضهم يقوم بأدوار ليس من صلاحيته تؤثر سلباً على استقرار الأندية إلى جانب معالجة الوضع الراهن في ظل انتشار أعضاء شرف مسابقات الفوازير الذين لا يختلفون عن حليمة بولند، هم يستعرضون بهدايا الجوالات، وهي تستعرض بجمالها.
وقبل أن ينام طفل الهندول يسأل:
هل أصحاب هدايا الجوالات للجماهير الرياضية أعضاء شرف أم حليمة بولند؟!.