2020-01-22 | 22:30 مقالات

سعد أسعدنا وأحرجهم

مشاركة الخبر      

ما أشبه الليلة بالبارحة.. وما أشبه جيل الثمانينيات بقيادة المدرب خليل الزياني بعد تأهلهم لأولمبياد لوس أنجليس 1984م بجيل الألفية الجديدة بقيادة مدربه القدير سعد الشهري، ونجومه الذين سطروا أروع المستويات، ليعلنوا أنفسهم في قائمة الشرف بتأهلهم لأولمبياد طوكيو صيف العام الجاري 2020، كمنتخب عربي وحيد في آسيا، مستعيدًا أمجاد الكرة السعودية بعد غياب عن الأولمبياد منذ العام 1996م في أتلانتا.
مباراة أمس أمام المنتخب الأوزبكي، حامل اللقب، والذي يضم في صفوفه ثمانية من لاعبيه المشاركين في البطولة السابقة، رغم صعوبتها إلا أنها أكدت قدرة لاعبي الأخضر على التعامل مع دقائق المباراة بهدوء ورباطة جأش ولياقة عالية وقدرة على الحسم في وقت من اللقاء، وهو امتداد لما ظهر به الأخضر منذ افتتاحه المباريات واستمراره في سلسلة المستويات اللافتة وحصده النتائج الإيجابية، في ظل تعامل مدربه مع كل لقاء على حدة وقدرته على توظيف لاعبيه بالشكل الأمثل، وفق طريقة كل منتخب وإمكاناته التكتيكية والفنية، واختياراته الصائبة وامتلاكه ذخيرة من اللاعبين القادرين على ملء خانة اللاعب الأساسي بكل اقتدار، وهو دليل عملي على اختيارات مدربنا القدير وقراره لقائمة المنتخب وفق رؤية فنية دقيقة لكل مركز، فنجح بدرجة امتياز في تحديد احتياجاته من اللاعبين القادرين على تنفيذ منهجيته وأسلوبه الذي أسعد الجمهور السعودي وأحرج بعض من لا يرون أبعد من أرنبة أنوفهم ممن حاولوا التقليل منه تارة أو من قائمته تارة أخرى، فلم يجدوا بُدًا من الانزواء والتواري بعد أن كسب الجميع بقراراته واختياراته!
هذا التأهل يمثل ردًا عمليًا كذلك لمن حاول التنظير والتأثير على قرار وجود اللاعبين الأجانب في الدوري، وزعمهم بانعكاسه السلبي على المنتخبات وتقليصه من قدرة اللاعبين بالحضور في المحافل القارية والدولية، لكنه في الواقع أثمر بشكل مباشر وغير مباشر على أهمية ونجاح احتكاك لاعبينا بالأسماء البارزة التي كان أثرها على المنتخبات بشكل إيجابي، كما أنها فرصة ثمينة للمدرب السعودي أن يضع له مكانة بعد أن أحسن اتحاد الكرة في الإبقاء عليه في المنتخبات السنية ودعمه، فشاهدنا نجاحات تتحقق من جراء ذلك الحضور الذي كان صائبًا.
أخيرًا، شكرًا لأندية النصر والأهلي والاتحاد والشباب والفتح والعدالة والقادسية والاتفاق والوحدة وضمك والحزم، التي قدمت هذه الكوكبة من النجوم وكانت حاضنة لهم، ونجح سعد الشهري في استثمارهم.