أخصائي الأمراض المعدية في جامعة المجمعة يحذر من تعجيل عودة التدريبات الصالحي:
بعد كورونا.. قسّموا اللاعبين
ربط رشيد الصالحي، أستاذ الأمراض المعدية في جامعة المجمعة، بين التخلص من فيروس كورونا “كوفيد 19” المستجد، واكتشاف مصل مضاد له، مقللًا من التوقعات بشأن زواله تمامًا مع حلول فصل الصيف.
وفي حواره مع “الرياضية”، اشترط الصالحي التأكد من سلامة جميع اللاعبين، في حال رغبت الأندية في إعادتهم إلى مزاولة التدريبات الجماعية، ناصحًا بتقسيمهم إلى مجموعات عدة لتفادي التجمعات الكبيرة. وعدَّ الباحث، الحاصل على ماجستير في الأمراض المعدية من جامعة غرب أستراليا عام 2017، فيروس سارس أقوى من كورونا، استنادًا إلى نسب الوفيات مقارنة بعدد المصابين.
01
ما المقصود بفيروسات كورونا؟
كورونا مجموعة كبيرة من الفيروسات التي يمكن أن تصيب الحيوانات والبشر على حدٍّ سواء، وتتسبَّب في أمراض الجهاز التنفسي، منها الخفيفة مثل نزلات البرد، أو القوية مثل الالتهاب الرئوي، ونادرًا ما تصيب فيروسات كورونا الحيوانية البشر، ثم تنتشر بينهم. حدث ذلك مرةً في الفترة بين عامَي 2002 و2003 تحت مسمَّى مرض سارس “المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة”، ثمَّ مرة أخرى عام 2012 بسلالة جديدة من مرض كورونا، يسمَّى MERS “متلازمة الشرق الأوسط التنفسية”، ويقول العلماء: إن تلك السلالة انتقلت في البداية من جملٍ إلى إنسان.
02
ما سبب استشراء مثل هذه الفيروسات؟
هناك ثلاثة أسباب، الأول علو نسبة وقوع طفرات في هذا النوع من الفيروسات، والثاني حدوث ظاهرة وراثية، يطلق عليها اسم “معاودة الارتباط”، تؤدي إلى دمج جزء من جين معين مع جزء مثله من جين آخر، ما ينتج عنه ظهور سلالة فيروسية جديدة وبخصائص مختلفة، أما السبب الثالث فيتعلق بزيادة أعداد القوارض نتيجة كثرة النفايات، وهي بدورها تنقل الفيروسات إلى الإنسان.
03
لماذا أُطلِقَ عليه اسم “كوفيد 19”؟
مصطلح COVID مكوَّن من الأحرف الأولى لثلاث كلمات باللغة الإنجليزية، CO من CORONA “كورونا”، وVI من Virus “فيروس”، وD من Disease “مرض”، بينما يرمز الرقم 19 إلى ظهور المرض عام 2019.
04
ما الفرق بين هذا الفيروس وسابقه الذي حمل الاسم ذاته؟
القديم، هو فيروس كورونا المسبِّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، ويُعرف اختصارًا باسم “MERS-CoV”، أما الجديد، فهو نوع مختلف من كورونا لا يرتبط ذكره بالمتلازمة، وتسميته كما قلنا COVID-19.
05
كيف نفرِّق بين الإنفلونزا الموسمية وفيروس كورونا الجديد؟
الملاحظ أن الفيروسين يتسبَّبان في ظهور أعراض متشابهة، مثل الحمى والسعال وآلام الرأس والعضلات والإرهاق، بيد أنها تكون أقوى وأسرع تطورًا لدى مريض كورونا، وقد تُصاحَب بالتقيؤ والإسهال. وعادةً لا يشكو المصاب بكورونا من انسداد الأنف، أو الرشح، وكذلك العطس والتهاب الحلق، عكس مريض الإنفلونزا الذي عادةً ما يعاني من هذه الأعراض. ومع أن السعال أحد العوامل المشتركة بين المرضين، لكنه يكون مصحوبًا ببلغم في حالة الإنفلونزا العادية، بينما يكون حادًّا وجافًا في “كوفيد 19”، كما تعد القشعريرة عرضًا أساسيًّا عند الأخير، مقارنة بندرتها لدى الأول.
06
ما أول الأعراض التي تظهر على المصاب بفيروس كورونا؟
تبدأ الأعراض بحمى متبوعة بسعال جاف، وبعد نحو أسبوع، يشعر المصاب بضيق في التنفس، ما يستدعي نقله إلى المستشفى.
07
أيها أكثر خطورة.. الإنفلونزا أم سارس أم كوفيد 19؟
العلماء الصينيون المسؤولون عن فحص إصابات السلالة الجديدة من فيروس كورونا “كوفيد 19”، خلصوا إلى بلوغ نسبة الوفيات جراء هذا المرض نحو 2.3 في المئة. مع ذلك لا يمكن الجزم بدقَّة بهذه النسبة، لأن ثمة تساؤلات حول إذا ما كانت كل الحالات تُسجَّل أم لا، فالمصابون بالعدوى ممن يعانون من أعراض طفيفة، يتخلصون منها دون مساعدة، قد لا تشملهم الإحصائية، وهذا يعني أن معدل الوفيات الحقيقي ربما يكون أقل.
في المقابل، ثبت أن فيروس سارس قتل نحو 10 في المئة من حالات الإصابة عند تفشيه عام 2003، لكن تم احتواؤه سريعًا، ولم يصب به سوى نحو ثمانية آلاف حالة إجمالًا. أما معدل الوفيات الناجمة عن الإنفلونزا، فيبلغ 0.1 في المئة، مع ذلك، تقتل مئات الآلاف حول العالم سنويًّا، لأنها تصيب الملايين، ومن هنا نستدل بأنَّ عامل حجم الانتشار، يعادل في أهميته مدى فتك المرض.
08
بماذا تنصح مَن تظهر عليه أعراض فيروس كورونا الجديد؟
تشخيص الإصابة بفيروس كورونا غالبًا لا يظهر إلا بالفحص، لأن أعراضه متشابهة مع نزلة البرد، والإنفلونزا، وظهور نتيجة إيجابية ليس سببًا يدعو للقلق، لكنه أحيانًا يكون مربكًا جدًّا لبعضهم، لذا يرجى العمل مع طبيبك، أو فريق الرعاية إذا اكتشفت أنك مصاب بهذا النوع من الفيروسات.
09
هناك حامل للفيروس ومريض به.. ما الفرق بينهما؟
الشخص المصاب، هو مَن تظهر عليه أعراض المرض، مثل ارتفاع حرارته فوق 38 درجة، والعطس والرشح والكحة، بينما الآخر، هو حامل للفيروس لكن لا تظهر عليه الأعراض.
10
في حال عودة الأندية إلى تدريباتها الجماعية.. هل هناك احتياطات تنصح بها؟
ينبغي على الأندية عدم التعجُّل، والانتظار لحين انحسار خطر الانتشار، ثم العودة بالتدريج، ويفضَّل تقسيم اللاعبين إلى مجموعات عدة حتى تقل كثافة التجمُّع.
11
ماذا عن سبل التعقيم؟
أظهرت الاختبارات، أن المطهرات التي تحتوي على مركبات “الإيثانول” بتركيز 6-71 في المئة، أو بيروكسيد الهيدروجين بتركيز 0.5 في المئة، أو هيبوكلوريت الصوديوم بتركيز 0.1 في المئة، فاعلة ضد فيروسات كورونا.
12
متى تتوقع انتهاء خطر الفيروس وعودة الحياة إلى مجراها الطبيعي؟
من الصعب جدًّا توقُّع نهاية أمر هذا الفيروس فلا توجد أمصال مضادة له حتى الآن، ولا أدوية للعلاج منه، والآمال معقودة على الأبحاث التي أُجريت لتطوير مصل مضاد لفيروس ميرس MERS، وهو النوع السابق من عائلة كورونا.
13
يقال إن الفيروس لا يعيش في فصل الصيف.. ما مدى صحة هذا الأمر؟
لا يزال من السابق لأوانه معرفة كيفية تفاعل فيروس كورونا الجديد مع الطقس الحار، وإن كان معروفًا عن الفيروسات الأخرى من هذه الفصيلة انتشارها ببطء شديد في الأوساط الدافئة، ويُعتقد أن السبب يكمن في الأشعة فوق البنفسجية التي تكون أقوى في الشهور الدافئة، وهي التي تقلص مدة بقاء الفيروسات في الهواء، أو على الأسطح، حيث تفقد الكثير من السوائل وتموت، وعمومًا يمكن افتراض إسهام الطقس الحار في تقليل عدد الإصابات بالفيروس.