2020-03-26 | 01:18 حوارات

عضو لجنة توثيق البطولات السابق يعترف بالضغوط ويكشف عن الحقائق
فالح: النصراويون طالبوني بالانسحاب

حوار: عبد الرحمن مشبب
مشاركة الخبر      

فالح السمحان اسم ظهر مع فريق عمل لجنة توثيق البطولات، التي شكلتها الهيئة العامة للرياضة برئاسة تركي الخليوي قبل نحو خمسة أعوام، وواجه حربًا شرسة بعد ظهور نتائج اللجنة من بعض المؤرخين والإعلاميين في القنوات الفضائية، والأندية وعلى رأسها النصر، على الرغم من أنه نصراوي الميول، لكنه صمد في وجه تلك العواصف وتمسك بما قدمته اللجنة، لقناعته بالعمل التوثيقي المقدم.
تخرج في كلية العلوم والاجتماع في جامعة الإمام، تخصص تاريخ، وعمل مراسلاً ميدانيًّا في عدد من الصحف السعودية، وهو عضو مؤسس لجمعية أصدقاء البيئة في الزلفي.
يرجع فالح الهجوم الذي تعرض له من المؤرخين تحديدًا، بسبب أن اللجنة سحبت البساط من تحت أقدامهم، بعد أن كانوا المرجع الوحيد للتاريخ، وأشار إلى أن الميول أصبحت طاغية على عمل المؤرخين والأندية، وكذلك إعلاميي القنوات الفضائية، واعترف أن النصراويين طالبوه بالاعتذار عن قبول العمل في اللجنة، لأنهم يعرفون أن تاريخ النصر المتداول غير صحيح.
01
حدثنا في البداية عن عدد مرات توقف الأنشطة الرياضية في السعودية؟
توقفت 8 مرات، في أعوام 1967م بسبب حرب فلسطين، 1968م لتحسين أوضاع الأندية، 1970م استعدادًا لدورة الخليج، 1975م بسبب وفاة الملك فيصل، 1976م لبرمجة وروزنامة الاتحاد السعودي واستحقاقات المنتخب، 1980م بسبب أحداث الحرم المكي، 1991م أثناء حرب الخليج الثانية والتوقف الحالي بسبب فيروس كورونا.
02
هناك من المؤرخين من ينكر توقف
عام 1968م؟
التوقف في ذلك العام كان بسبب تصحيح الأوضاع، لنقص أوراق استمارات التسجيل والطلبات الرسمية لعدد من الأندية، التي انتهى بعضها من الوجود حاليًا، مثل فريق الهلال البحري لدمج بعض هذه الأندية مع بعض.
03
بعضهم يرى أنك ذكرت بعض التوقفات قبل عام 1397هـ وهو العام الذي كان بداية انطلاق الدوري وفقًا لنتائج لجنة التوثيق؟
هناك فرق بين البطولات التي كانت مرتبطة بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وهي عبارة عن مجموعات في المناطق ويتم تصفيتها للمرحلة النهائية، وبين الدوري الممتاز الذي يشمل الدرجة الأولى وهي “الممتازة حاليًا” والريفية “الدرجة الأولى حاليًا”، وهذا ما قصدته حينما ذكرت جميع التوقفات.
04
ذكرت في تغريدة لك أن هناك 5 توقفات للأنشطة الرياضية ثم اتبعتها بـ8 توقفات.. هل أخطأت في الأولى؟
قصدت في التغريدة الأولى التوقفات الخمسة في الدوري فقط، أما التغريدة الثانية التي تشمل ثماني توقفات فهي تخص جميع الأنشطة بما فيها الدوري وبقية الألعاب، بسبب أحداث معينة مثل وفاة الملك فيصل، وتم خلالها استكمال كأس الملك.
05
لماذا يختلف التاريخ الرياضي بين الأشخاص المعنيين بالأرشفة والإحصاء؟
لأن الميول طاغية على كثير منهم للأسف، وأنا أتحدث بشكل عام وليس في موضوع توقف الأنشطة، وكل شخص يريد أن ينسب الأولويات لفريقه وأن يكون هو مصدر المعلومة، وكتاب التاريخ الرياضي عاطفيون ويجب أن يكونوا بعيدين عن العواطف والأهواء، وهناك من يخشى ويخاف من الجماهير وردة فعلهم، وبالتالي يريد أن يكتب التاريخ بحذر.
06
هل أنت من هؤلاء الذين يخشون ردة فعل الجماهير؟
لو كنت أخاف من ردة فعل الجماهير لم أقبل العمل في لجنة توثيق البطولات التي تشرفت بالعمل فيها مع فريق برئاسة تركي الخليوي، ولا يوجد أحد ليست له ميول في المجال الرياضي، ولكنني قبلت العمل في اللجنة لإظهار الحقيقة، التي كنت مؤهلاً لتدوينها والعمل لإظهارها.
07
يعرف عنك أنك نصراوي.. لماذا تلقيت هجوما قويا من النصراويين بعد نتائج لجنة التوثيق؟
كثير من النصراويين حينما عرفوا أنني في اللجنة، قبل أن تبدأ عملها، طالبوني بالانسحاب والاعتذار عنها.
08
لماذا؟
لأنهم يعرفون أن تاريخ النصر المتداول غير صحيح، وأتمنى أن يسألوا الإعلاميين النصراويين القدامى مثل عبد الله الكثيري وعبد العزيز الشدي صاحب كتاب “جوهرة العرب” عن ماجد عبد الله، حتى تظهر الحقيقة. ولكن بعد ظهور النتائج، حاول هؤلاء الذين يظهرون في وسائل الإعلام أن نتبع أهواءهم حتى لا ينكشفون ويتم استبعادهم من وسائل الإعلام.
09
هل ندمت على عملك في لجنة التوثيق؟
بالعكس ولو طلبتني لجنة أخرى تعمل بمصداقية كما عملنا في لجنة التوثيق سأشارك، لإظهار الحقيقة التي سيدونها التاريخ، فقد قدمنا عملاً متكاملاً ونزيهًا ونتائج صحيحة برئاسة تركي الخليوي، مستحيل أن تخالف الواقع حتى لو عاد الزمن ستجد المعلومات نفسها.
10
لماذا لم تعتمد بشكل رسمي بما أنها صحيحة كما تقول؟
تلبية لرغبات الجماهير التي كانت ردة فعلها قوية، ولم تتقبل النتائج، وكذلك من يصرخون في القنوات لمحاولة إيهام الوسط الرياضي بعدم صحة النتائج حتى لا تظهر الحقيقة، وكان من المفترض على هيئة الرياضة “آنذاك” ألا تلتفت لهم وتعتمد النتائج رسميًّا، بعد أن وضعت ثقتها في فريق العمل.
11
بماذا تصف نفسك “رياضيًّا” مؤرخًا رياضيًّا أم إحصائيًّا أم مهتمًا؟
جميعها وإن كنت أميل إلى الإحصائي، فالمؤرخ هو من ينوّرك للمعلومة الصحيحة، والإحصائي مكمّل له، ومن ينتقدني يريد أن أكون مثل الفنان راشد الشمراني في التمثيل حينما يحكي التاريخ بالعمامة والزي القديم، فنحن نعمل إحصائية للبطولات ولم أتطرق إلى تأسيس الأندية وغيرها.
12
دائمًا ما نجد الصراع بين المؤرخين الرياضيين.. لماذا؟
صفحات التاريخ مفتوحة للجميع، هناك من يدّعي أنه المؤرخ الوحيد، ولكن هل هو من صنع اختراع هذه المعلومة؟ المعلومات موجودة في الجهات المعنية مثل الشؤون الرياضية في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية “سابقًا” منذ عهد الأمير خالد الفيصل وليست حكرًا على أحد.
13
لماذا ينزعج بعض المؤرخين منك؟
لأن مرجعيتهم تضاءلت، بعد أن كان المصدر الوحيد لهم في الإعلام، وكانت الاتصالات تنهال عليهم، وحينما ظهرنا كشفنا عن أخطاء بعض معلوماتهم فانزعجوا، وإلا من المفترض أن يستنير المؤرخ بالآخر ويبتعد عن الأنانية.
14
مَن يعجبك من المؤرخين؟
كل شخص يُحسب له نجاحه من الدكتور أمين ساعاتي، عبد الله المالكي، سعود البركاتي، عبد الرزاق أبو داود ومحمد القدادي، إضافة إلى عبد الإله النجيمي، وأتمنى لو يخطئ أي شخص أن نغفر له زلته، فالخطأ وارد، وهو بالتأكيد لا يريد الخطأ.
15
معاصرة الأحداث.. هل من أهم الشروط التي تنطبق على المؤرخين؟
ليس شرطًا أن يكون المؤرخ معاصرًا للأحداث، فمن وثّق التاريخ الإسلامي أخيرًا هل عاشوا بداياته، وقبله كان التاريخ يوثق بالرسومات والشعر والقصص، بل ما زالت بعض الأحداث التاريخية غامضة حتى يومنا الحاضر.
16
ما الإجراء الأنسب إذا تقرر إنهاء الدوري بهذا الوضع؟
من دون بطل لهذا الموسم، على الرغم من الخسائر التي تكبدتها الأندية، إلا أن الأفضل بقاء الحال كما هو عليه من باب المصلحة العامة، ولا بد أن يتم تعويض متصدر الدوري بمكافأة مالية، ولكن المشكلة في دوري الدرجة الأولى الأصعب من حيث الحسم، لتقارب وسرعة تغيير المراكز من جولة لأخرى.
17
لماذا لم يبادر اتحاد القدم بتوثيق البطولات؟
المفترض على وزارة الرياضة بمسماها الجديد أن تكلف أشخاصًا يعملون بصمت دون ظهور، لأن الجماهير تزيد من الضغوطات، وتصدر النتائج لما فيها من فوائد تسويقية للأندية مثل بقية العالم.
18
معنى كلامك أن هذه اللجنة ستمسح عملكم السابق في لجنة التوثيق؟
أنا تشرفت بأنني كنت أحد أعضاء لجنة التوثيق لبطولات الأندية وهذا يكفيني.
19
لماذا لم نرك في المؤسسات الرياضية؟
يشرفني العمل في أي مؤسسة رياضية سواء في وزارة الرياضة أو الاتحاد السعودي لكرة القدم أو رابطة الدوري السعودي للمحترفين، ولله الحمد لدي إمكانات وخبرة تقودني إلى النجاح مع فريق العمل.