انقلاب بيرلو
على نفسه
هل نكث النجم الإيطالي أندريا بيرلو وعدَه، هذا ما يمكن أن يعلق به كل من قرأ كتابه “أنا أفكر إذًا أنا ألعب” على خبر إعلان إدارة نادي يوفنتوس الإيطالي تولي بيرلو قيادة فريقها رسميًّا السبت الماضي، حيث كان قد أورد في الفصل التاسع لكتابه ما نصه: “لا أنصح أي أحد أن يراهن على أني سأكون مدربًا بعد اعتزالي، لأنها مهنة لا تستهويني أبدًا، فهناك الكثير من الأمور الأخرى يمكن للاعب أن يفكر فيها بعيدًا عن عالم التدريب، أديت عملي على أتم وجه لاعبًا، وفي المستقبل أود أن تكون لي حياتي الخاصة بعيدًا عن الأضواء”.
في منتصف الشهر الميلادي الماضي كان الاتفاق مع بيرلو على تدريب فريق يوفنتوس تحت سن 23 أي بعد عامين على اعتزاله، وفي أقل من شهر انتقل لتدريب الفريق الأول خلفًا لماوربتسيو ساري، وأول قراراته الاستغناء عن ثمانية لاعبين دفعةً واحدةً، على رأسهم ماتويدي وخضيرة وهيجواين، فإذا تجاهلنا أن بيرلو قال عن نفسه إنه قد زهد في الأضواء ويريد أن تكون له حياته الخاصة بعيدًا عنها، وإنه لا ينصح أن يراهن أحدًا على أنه يمكن أن يصبح مدربًا، فكيف لنا أن نفهم ما جرى بعد ذلك؟
بيرلو يملك شخصية قيادية ويحمل فكرًا كرويًّا، وله تجربة طويلة ومتنوعة في الملاعب، في كتابه الذي صدر له بعد اعتزاله اللعب، رفع الغطاء عن كثير من حقائق كرة القدم تقنيًّا ومهنيًّا، وحلل شخصيات العديد من المدربين الذين عايشهم، وقارن بين أفكارهم وخططهم ومنهجيتهم، وشرح الحالة النفسية للمدرب واللاعب في ظروف متعددة، ووضع رأيه بكل صراحة في معالجات إدارات الأندية لمشاكلها العناصرية والتدريبية، وتطوير اللاعب لنفسه ورفع الروح المعنوية، وتطوير الحالة الذهنية والبدنية.
إذًا هو أحد مثقفي كرة القدم، له خبراته وتجاربه وشخصيته، كما تأثر كثيرًا بالمدرب أنطونيو كونتي، ويقول عنه: “إنه نجح لاعبًا وتحول مباشرة إلى مدرب، دون أن ننسى ليبي، ربما يريد أن يصبح مثلهما، لكن لماذا استبعد أن يكون مدربًا في الأصل، أنا أرى أن ذلك أمر طبيعي، إذ كان حينها يعيش جحيم كرة القدم كفرد عليه واجبات ثقال، لكنه اليوم يمكن له أن يطلبها من غيره، أيضًا لا يعتقد أحد أن الأضواء والشهرة يمكن التنازل عنهما بسهولة.