النسخة الأضعف.. مفصلة للنصر
جاء تأهل فريق النصر الأول لكرة القدم إلى نصف نهائي دوري أبطال آسيا 2020، ليشكل حدثاً تاريخياً لأنصاره، حيث لم يسبق لهذا النادي الذي تم تأسيسه منذ العام 1955م، أن تذوق طعم الفوز بهذه البطولة ولا مرة واحدة، وجاء سجله خالياً من أي منجز في دوري الأبطال.
وأيضاً هي المرة الأولى في تاريخ النصر التي يصل فيها إلى نصف النهائي في هذه البطولة بنسختها الجديدة التي أقرت في العام 2003، وهو ما يعد منجزاً تاريخياً بالنسبة للنصر وعشاقه المتعطشين لنيل هذه البطولة الكبرى، أسوة بأقرانهم في الهلال والاتحاد اللذين يمتلكان سجلاً ناصعاً بواقع 3 بطولات للأول، و2 للثاني، وهو ما يزيد حجم المطالبة الجماهيرية النصراوية بتحقيق الحلم الآسيوي بنسختها الأسهل على الإطلاق، تبعاً للظروف التي أقيمت بها البطولة، ونظراً للإبعاد القسري لبطل النسخة الماضية الهلال السعودي زعيم الأندية الآسيوية وسيدها على المطلق، صاحب السجل الأوفر والأرقام القياسية من حيث البطولات وعدد مرات الفوز.
بلوغ النصر لمحطة نصف النهائي، كان عبر طريق سالكة من منافسة المحليين التعاون والأهلي.
فالأول كان على بعد مسافات قصيرة من الهبوط في الدوري المحلي وظل ينازع حتى نجاته منه في اللحظات الأخيرة.
أما الأهلي فقد جاء للبطولة مثقلاً بالمشاكل وعاش موسماً صعباً على كافة الأصعدة إدارياً وفنياً، وكان من الطبيعي جداً أن يكون صيداً سهلاً للنصر الذي استطاع إبعاده عن طريقه في مواجهة كانت أشبه بالمناورة بالنسبة للنصراويين، أو هي كذلك.
النسخة الأسهل أو الأضعف، كما توصف، أصبحت تنادي النصر أكثر من أي وقت مضي، لدرجة جعلت مدرب فريق التعاون كارتيرون يؤكد أن النصر، أصبح المرشح الأول لنيل هذه البطولة بنسختها الجديدة، خاصة بعد إبعاد الهلال، هذا ما قاله المدرب الفرنسي باتريس كارتيرون، وهو ما يؤكد حقيقة واحدة لاغيرها وهي أن هذه البطولة صارت وكأنها مفصلة على مقاس النصر، وأنه لا عذر له ولا لمدربه ولا إدارته، إن لم يحققها هذه المرة، وسط دعم بمئات الملايين، وصفقات كبرى محلية وأجنبية، وهي حظوة لم ينلها فريق آخر غيره، هكذا تقول الأرقام التي لا تكذب.
مواجهة غداً السبت أمام بيرسبوليس الإيراني في دور نصف النهائي لن تكون نزهة كما هو الحال مع التعاون والأهلي، وهو ما يتطلب جهداً مضاعفاً لضمان تأهل فريق سعودي للمرة الثانية على التوالي لنهائي القارة، ولكي تمنح النصر الأمل بتحقيق البطولة للمرة الأولى في تاريخه والظفر بحلم كبير طال انتظاره.