رائعة
محمد السكران!
- الأفعال السّيّئة تنطوي على قدْر من القيمة لا يمكن تجاهله!.
- قبل أيام، انتشر مقطع فيديو، يظهر فيه الشاعر محمد السكران يتحدث مع مذيع قناة تلفزيونية. فجأة، حاول رجل لا يبدو أن له دخل بالموضوع، التداخل دون أن يُطلب منه ذلك. حاول مقاطعة الشاعر محمد السكران واعتراض طريقه، بكلمات قاسية، فيها الكثير من الرغبة بالتقليل من قيمة الشاعر!.
- كانت الدروب كلها مفتوحة للشاعر العذب محمد السكران ليردّ على الرجل أو يُوقفه عن الكلام، أو عند حدّه!، لكنه اختار دربًا عجيبًا من دروب الكرم والسماحة: أخذ المايكرفون وأعطاه للرجل ليواصل كلامه الجارح!.
- كانت حركة، بل كان درسًا من دروس الرحابة والتّرفّع الكريم عن صغائر الأمور!.
- أعدت مشاهدة المقطع أكثر من مرّة، وفي كل مرّة أتعلّم من هذا الشاعر الشاب المتوهّج شيئًا جديدًا. ليته يدري أنه كتب، بتصرّفه المليء بالثقة والنبل، واحدةً من روائع الأدب!.
- لقد فعل ذلك، لدرجة أنني أشعر بامتنان، وأودّ تقديم شكر حقيقي، حتى لذلك الرجل الذي تداخل بغِلْظة وفظاظة!.
- هذا الآخر علّمني درسًا أيضًا: كيف لأهل الرحابة والسماحة والنبل والكرم والثقة من أمثال محمد السكران، منحنا مثل هذه اللفتات المدهشة، والمؤثّرة، لولا وجود أمثال ذلك الرجل الذي حاول مقاطعته والإساءة إليه؟!.
- تخيّلوا!. كان يمكن للأمر أن يمرّ دون أثر، أعني كان يمكن للشاعر محمد السكران أن يكمل حواره مع المذيع دون أن يعترض طريقه أحد. عندها كانت ستكون فقرة عابرة وللنسيان!. كما كان يمكن لمحمد السكران أن يرد مدافعًا عن نفسه وموقفه معترضًا، وعندها كان يمكن للمقطع أن ينتشر على أنه “هوشة” شارع بضجيج فارغ!. أو شيئًا قريبًا من هذا!.
- نعم، كان لا بدّ من مُقتحمٍ فظّ بعض الشيء، ومن وجود إنسان بأخلاق كريمة، ليكون درسًا!.
- بأضدادها تُعرف الأشياء. ليس مثل الضدّ كاشف!. وفي القصيدة العربية المشهورة باسم “اليتيمة” لعدم الوثوق بمن كتبها حقًّا، والتي تُعدّ من مدهشات الغزل، بيت شهير:
“ضدّان لمّا استُجمِعا حَسُنا..
والضّدُّ يُظهر حُسنه الضِّدُّ”!.