«كلوب هاوس»!
ـ “كلوب هاوس” برنامج جديد، الأصحّ: اكتشفناه مؤخرًا، بجماعيّة مفاجِئة!.
ـ حاولتُ معرفته وتجريبه، دخلتُ عددًا من الغُرَف، مستمعًا. وفي واحدة من هذه الغُرَف شاركتُ متحدّثًا!. لستُ ضد التطبيق، وأرجو أن يسعد أهله به، لكنه لا يناسبني!. على الأقل هو لا يناسبني كمُشارِك!. وهذا حُكْم أوّلي، ومبكِّر جدًّا!.
ـ لا يناسبني، لسببين متناقضين يُصيبان بالحَوَل!. السبب الأول أنّ فيّ “لقافة” لا تحتمل التأجيل لرفع اليد وأخذ الإذن للسماح بالمداخلة!.
السبب الثاني شعوري الدائم أنّ ليس لديّ شيء مهم لأقوله!.
ـ لستُ متواضعًا على أي حال، وعليّ توضيح السبب الثاني أكثر: أشعر أنّ لديّ أشياء قد تكون مهمّة، وقد تكون ممتعة، يمكن كتابتها، وليس قولها مشافهةً. أنا، في المشافهة، وخاصّةً المباشِرة، من النوع الذي “يجيب العيد”!.
ـ سُئلتُ مرّةً: لماذا تكتب الشعر؟! فأجبت: لأنني لا أعرف الكلام!. كان اعترافًا صادقًا لم يستوعبه من لا يعرفني، لكن الدكتور فهد العرابي الحارثي، مثلًا، امتدح الجواب، أو صادَقَ عليه، وأظنّه فعل ذلك لأنه يعرفني!.
ـ أظنّ أنني أعرف، إلى حدّ مقبول، كيف أتحدّث شفهيًا عن بعض المواضيع التي سبق لي أن كتبتها!. أي عن مواضيع سبق أن فكّرت فيها جيّدًا واخترت لها، مُسْبَقًا، بشيء من الهدوء ومن التعقّل، كلمات!. حتّى لو كان كلٌّ من الهدوء والتّعقّل حضرا لاحقًا، بعد المراجعة!.
ـ بالنسبة لي يمكن للكلمة نفسها أن تُربك المعنى أو تُثريه أو تعيد فهمي له!.
لذلك، ربما، أجدني في المشافهة شاطحًا!. فقد أنطق بكلمة تستهويني فأترك الموضوع الذي جاء بها وتصير هي موضوعي!.
وما يستهويك قد يهوي بك!.
ـ “كلوب هاوس” لا يناسبني، لكن هذا حكم مبدئي ومؤقّتْ، وقد يتغيّر لاحقًا!. يستحق الأمر مساحةً أوسع للتجريب. الحديث لا يزال مبكّرًا، والقرار أبكر!.
وبصراحة أنا قلق من احتمالات أصعب: المجاملات التي يتطلّبها هذا التطبيق بحكم المشافَهَة!. وللتّخلّص من ذلك قررتُ ألا أشارك إلا مستمعًا في كل ما يخصّ الشعر والأدب، فإنْ لقيتموني، في أي غرفة لها هذا الطابع، متحدّثًا، فقد غُلِبْتُ على أمري، ولم أقدر على تخطّي العلاقات الإنسانيّة والاجتماعيّة!.
ـ سأظل مستمعًا، إلى فترة قد تطول، وقد تستمر، ولسوف أختار من الغُرَف تلك التي تحمل عناوين فكهة أو طفولية، أفعل ذلك بمقدار ما يسمح به الوقت والمجال، والمزاج طبعًا!. بالمناسبة: أمتع وقت قضيته مع هذا التطبيق، كانت غرفة اختار أصحابها موضوعًا طريفًا لها: لو كنتَ في هذه الدّنيا أغنية، فأي أغنية تختار عنوانًا لك؟!.
ـ “تويتر”، في النهاية، وعلى ما به من لحْظِيّة، إلا أنه يترك مجالًا للكتابة، وهذا يناسبني. “سناب شات” الذي أحبّه أكثر من تويتر، ليس لي فيه غير تصبيحات، فإن تحدّثت فحديثي غالبًا عن مواضيع سبق لي كتابتها!.
ـ لكن من يدري؟! ربما أفتح غرفًا وأديرها في “كلوب هاوس”، لكن هذا يحتاج إلى وقت!. وإلى ذلك الحين، أكتفي بهذه “البلكونة”، حيث الكلمة المكتوبة كشف، بمقدار ما هي “ستر وغطا”!.
ـ “قفلة”:
سطر من رواية “أسرار” لـ”كنُوت هامسُن”:
بدا أنّ جميع من لديهم آلَة بيانو يعزفون عليها، فانتشر صوت نشاز من النوافذ المفتوحة!.