الاستثناء موجود والاختلاف محمود!
ـ “رأيي: أعرضه ولا أفرضه” قَوْلٌ عن كتاب، وكتابٌ عن مكتبة، للدّكتور عبد الله الغذامي.
على هذا القول، وحوله، أُدَنْدِنُ:
ـ في كل ما نكتب، وما سنكتب من أفكار وآراء: الاستثناء موجود، والاختلاف محمود!.
ـ أذكُرُ الدكتور الغذامي هنا لسببٍ أبعد من هذا: هو من بين النّقّاد، الوحيد، تقريبًا، الذي سبق لي أن خالفته، وعارضته، أكثر من مرّة، ولم أجد فيه تحيّزًا لرأيٍ يقود إلى جفاء، أو كلمات مُجَانبَة!.
ـ هناك من يثرثر حفظًا، لافهمًا ولا إيمانًا، بأن الاستثناء موجود، ويدّعي، كاذبًا، بأنّ الاختلاف محمود، فإنْ صدق فهو يقصد “محمود المليجي” في أفلام الأبيض والأسود!.
ـ هناك مَن ألغى متابعتي في تويتر!، وهناك من اعتبر نقدُ نقدهِ مَساسًا به شخصيًّا!، وهناك من هو أسوأ: حرّض و”استفزع” بمن حوله!. أو أسعدته ردود فعل يدري بتلهّفها لكلمة اطراء منه!، ناصَرَتْهُ أملًا في أن تُرَدّ لها الجمائل يومًا!. ولسوف تُردّ: أعرف هذا الصنف من البشر!. تحالُف المائل مع الجمائل!.
ـ لو كانت هذه الجفوة، وهذا النّفور، من شعراء، لا غرابة!. الشاعر، تحديدًا، يَضِلُّ لسبب طريف بعض الشيء!، سبب شبيه بما أضلّ بطل رواية “الأحمر والأسود”: “أَلَا إنّه أضَلّهُ زَهْو كلّ ذي خَيَالٍ واسع، فهو يأخذ نواياه على أنها أفعال”!.
ـ ولو كانت، ردود الفعل المتشنّجة هذه، من روائيين، فغرابة، لكن يُمكن فهمها!، وما يُمكِن فهمه يسهل تجاوزه بقليل من سعة الصدر!.
ـ أمّا ممِّن يشتغلون بالنقد، فغرابة، لا تقود لغير اهتزاز صُوَرهم، كاشفةً عن تهافتهم في سخريّة مُستَحقّةٍ، بهم وبشهاداتهم!.
ـ لكن شهادة حقّ: الدكتور عبد الله الغذامي، ظلّ على سماحته، وبقيَ ملتزمًا بشروط فنّه!.
ـ “قفلة”:
للمبدع نايف صقر:
حنّا لو انّا حَسَبْنا ما زرعنا الذّرَه..
قل للعصافير تتركنا وقل للجرَاد!
البارحه جفّ في غصن الملام ثمره..
عقب البياض انكسر ضلعه وسال السواد!
والناس خِلّان قبل الريش والمحبره..
شعوب وفخوذ واحباب وصباح وهجاد!
هذا الجمل لو سنامه سامكٍ فـ ظهره..
ماله عزومٍ يقوم بْها ولا له شداد!
ياذيب عيّد على قلبه وفِجّ نْحَرَه..
دامه رغى عقب هدراته وشمّ الحماد!
تمخّض الوكر والقرناس عن حمّرَه..
في راس قشعه لَعَب فيها الظما والنفاد!
يوم النحاس انصدع لونه وذاب اصفره..
غنيت للسنبله كل اغنيات الحصاد!
مايدفي الا الوبر والوصل والمقدره..
لازاد شوك الشتا في راحتك والفؤاد!
ولاصار ما لك اليا منّك ركضت غبَرَه..
شوري عليك اترك البيدا وكبّ الطراد!