«إجمالي وجمالي!»
- ميزة في الفنّ أنّه يُوقِف الزمن عند لحظة، أو لحظات، ثمّ يعيد السّيطرة على هذا الزّمن، فيغيّره على هواه أو حسب رؤية الفنّان له!.
- يمكن لأحدنا أن يقول: كاميرا الجوّال تُوقِف الزمن فهل هي فن، وهل كل من امتلك جوّالًا بكاميرا فنّان؟! لا طبعًا، الكاميرا الفوتوغرافية، أو كاميرا الجوّال، تقدر على إيقاف الزمن، هذا صحيح، لكنها لا تقدر على تغيير ما حدث فيه، اللهم إلّا إذا كان المصوّر فنّانًا مبدعًا!.
- الكاميرا في هذه الحالة وسيط ووسيلة. مثل اللغة، أو هي أقلّ من ذلك في الحقيقة، بمعنى أوقح: دَابَّة!. الفنّ هو الرحلة والمسير!.
- يمكن للكلمات المكتوبة أن تُوقِف الزّمن!. لو تكاتَب ديّانٌ ومديون لثبتت لحظة الاستدانة، دون أن يكون ذلك فنًّا!. الكاميرا بحدّ ذاتها كذلك!. التّسجيل ممكن، وهو ضروري في الحياة، ضروري ونافع، لكنه ليس فنًّا، أو لا يكفي، بمعزل عن أدوات ذات شروط أُخرى، لأنْ يكون فنًّا!.
- كلّ تسجيل يكتفي بكونه تسجيلًا، ليس من الفنّ في شيء!. خاصةً إنْ كان تسجيلًا “أمينًا” و”مُنضبطًا” ولا يشكو من أي “اضطراب”!.
- الفنّ قائم على الغائم!. شيء من الغموض، أو حتى من التشويش، ضروري!. بغير ذلك لا نقاش ولا إثارة!.
- الفنّ وحده: يُوقِف الزمن “قِطْعة من الزّمن”، يُسائله، ويسيطر على كل ما جرى فيه ويُعيد تشكيله وصياغته على هواه وحسب رؤيته، ثم يترك زمنه المقبوض عليه هذا، للزمن المفتوح!.
- في كل عمل فني زمن مربوط يُعلِّم الزمن المُنْفَلِت معنى الحريّة!.
- الزّمن المُنْفَلِت، المُتحرِّك، وبحكم التداخلات اللانهائية في الأحداث الجارية فيه، لا يمكنه أن يُعبِّر إلا عن “إجماليّات”، وعن “مُتْعَة إجماليّة”!.
- الزّمن المربوط، السّاكن، وبحكم عَزْلِه و”غزْلِه” لحدث، أو لمجموعة أحداث، عبر “إطار” فنّي، ومن خلال تناسق مقصود، حتى لو لم يكن هادفًا!، يكشف ويُعبِّر عن “جَمَاليّات”، وعن “مُتْعة جَمَالِيّة”!.
- الفرق بين “الإجمالي” و”الجمالي” هو الفرق بين الزمن الطّليق خارج الفنّ والزمن الحبيس داخل الفنّ!.
- عن الأدب، من حيث الغاية، يقول “بول سارتر”: “.. غايته ليس إنتاج الجَمَال فقط، وإنّما يستطيع تغيير العالَم، وَثَنْي اتّجاه الرِّيح”!.
- الزّمن خارج الفنّ: بَلابِل، وهو داخل الفن: بَلَابِل!. الأولى جمع “بَلْبَلَة”. الثانية جمع “بُلْبُل”!.