المركز
العاشر
في كل سبت.. يختار صالح المطلق المدرب السعودي نجم الأسبوع الكروي.. يأتي النجم لاعبًا أو مدربًا.. يضع رؤيته الفنية مدعمة بالأرقام والأسباب التي جعلت من الضوء يذهب إلى نجم الأسبوع.
الأفضلية التاريخية للمدربين تكون في الفلسفة الخاصة، وتكون في الأفكار التي تستمر، ويمتد تأثيرها على الأندية والمنتخبات.
وفي هذه السلسلة نصل إلى المركز العاشر وهو المدرب فرج الطلال، ليأتي مكملًا لمن سبقوه في طرح الأسابيع الماضية وهم بالترتيب الأول خليل الزياني، والثاني جويل سانتانا، والثالث كاندينيو، والرابع بروشتيش، والخامس كارلوس بيريرا، والسادس ديمتري، والسابع كامبوس، والثامن مانيلي، والتاسع ناصر الجوهر.
ومن وجهة نظر خاصة، وبعد دراسة وتوقف عند كل فترة، أعتقد أن عدد هؤلاء المدربين عشرة، وبحسب التفصيل والتأثير والأفضلية يأتي الترتيب.
المركز العاشر
فرج الطلال الطائي 1397
اختيار واكتشاف المواهب من أهم وأكثر الأمور صعوبة وتأثيرًا في مجال كرة القدم، والثابت أن هناك اختلافًا كبيرًا ومتعددًا بين كل المواهب من حيث القدرات العقلية والبدنية والنفسية، لذلك كان لابد من معرفة الخصائص والقدرات التي يتميز بها كل لاعب عن الآخر، وبعد ذلك يتم اختيار المركز الذي يتوافق ويتلاءم مع ما يملك اللاعب من صفات وخصائص تجعله يتفوق ويصبح أحد النجوم، ومن هنا تأتي أهمية وقيمة المدربين والكشافين أصحاب النظرة الخاصة والاختيار الصحيح، خصوصًا إذا كان في اتخاذ قرار الاختيار تحديد للمسار، وتحمل للمسؤولية، وقراءة مختلفةً عن الجميع، ولمركز حراسة المرمى خصائص ومواصفات مهمة يجب أن تتوفر في من يلعب في هذة الخانة، ومن غيرها لا يمكن لأي موهبة أن تتطور أو أن تصل إلى المستويات الفنية المتقدمة في عالم كرة القدم.
“أقوى قرار فني في تاريخ الكرة السعودية”
من المسلم به أن إمكانية وصول أي موهبة إلى المستويات العالية في كرة القدم، وإلى أفضل مراحل النجومية وأكثرها إنتاجًا هي التي تبدأ ومن المراحل الأولى، وفق رؤية خاصة ومن خلال مدرب يملك الشخصية الواثقة وقوة القرار، وهذا ما حدث مع “عملاق آسيا” وأفضل حراس القارة محمد الدعيع، لقد كانت البداية مع نادي الطائي ولكن كلاعب وحارس مرمى لكرة اليد وليس كرة القدم، ومع أول مشاهدة ومتابعة للمدرب القدير فرج الطلال لمحمد الدعيع كان القرار جاهزًا والقناعة كاملة بتغيير مسار الدعيع من حارس مرمى لكرة اليد إلى حارس مرمى لكرة القدم، هذا القرار لم يكن سهلًا أو مقبولًا لدى مجموعة كبيرة من مسؤولي النادي، ومن هنا بدأ التحدي والإصرار لدى من شاهد في الدعيع شيئًا مختلفًا عن كل المواهب، لقد شرح للجميع أن من يملك المرونة وردة الفعل والهدوء الكامل عند استقبال الأهداف لا يمكن أن يستمر في كرة اليد، وكرة القدم هي المكان الصحيح لمثل من يملك موهبة وقدرات وصفات محمد الدعيع، لقد كانت السخرية والاستهزاء والرفض الكامل ووضع العراقيل من أكثر الأمور التي زادت من إصرار المدرب القدير فرج الطلال الذي نجح وبامتياز باختيار محمد بنظرة ثاقبة، وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى أولًا وأخيرًا، وبعد مشوار طويل أصبح محمد الدعيع عملاقًا لحراس مرمى أكبر القارات في العالم، كما استحق المدرب الخلوق والرائع فرج الطلال أن يكون أحد أكثر المدربين تأثيرًا في تاريخ الكرة السعودية.