الحارس
أهم
في كل سبت.. يختار صالح المطلق المدرب السعودي نجم الأسبوع الكروي.. يأتي النجم لاعبًا أو مدربًا.. يضع رؤيته الفنية مدعمة بالأرقام والأسباب التي جعلت من الضوء يذهب إلى نجم الأسبوع.
حراسة المرمى في تطور مستمر، وفي مرحلة مختلفة تمامًا عن كل الاتجاهات الفنية، والاختلاف والتغيير الذي لا يتوقف من حيث المهام وتعدد الأفكار وطموح وتعليمات المدربين.
في بطولة أمم أوروبا الأخيرة، تم اختيار دونا روما كأفضل لاعب في النهائيات، وليس كأفضل حارس، وهنا يأتي التقييم متوافقًا تمامًا مع كل التفاصيل الفنية والمهام الجديدة والمضافة على مركز حارس المرمى، لقد أتقن الحارس الإيطالي تنظيم اللعب وصناعة الأهداف، وفي ترك مساحة المرمى وتمثيل دور “الليبرو” بكل رشاقة وسرعة في الأداء، وعلى الجانب النفسي والتأثير العكسي على المنافسين، الكل شاهد لحظات تنفيذ ركلات الترجيح وكيف كان لثبات شخصية دونا روما التأثير الواضح على نجوم المنتخب الإنجليزي وتحقيق البطولة، وفي مشهد مكرر وبوجود ميسي ونيمار جاءت أحداث مباريات كوبا أمريكا لتؤكد تطور مركز الحراسة والتأثير المباشر في تحقيق وحسم نتائج المباريات، وهذا ما فعله عملاق مرمى الأرجنتين إيميليانو مارتينيز.
القدرات المحدودة لا تكفي حتى تكون الحارس الأول للمنتخب أو للأندية الكبيرة مثل الهلال والنصر والأهلي، لقد تغيرت مهام هذا المركز إلى الدرجة التي يمكن أن تتصور معها أنك تشاهد 11 لاعبًا على أرض الملعب، أحدهم يلبس قفازًا وله أحقية مسك الكرة داخل المنطقة، والمعنى هنا أن الزيادة العددية التي حدثت في خط الهجوم أصبحت موجودة في خط الدفاع ولا نجاح لبداية الهجمة والاستحواذ على الكرة والتمرير الطولي والمباشر لرأس الحربة إلا من خلال مشاركة الحارس المتمكن، وكما هو معروف وثابت أن لنجاح أي اتجاه فني صفات وقدرات خاصة لابد من وجودها في حراس المرمى، ومن أهمها الثقة العالية والاتزان في الشخصية والتركيز والقدرة على قراءة المباراة والتشجيع والتوجيه المستمر، والحقيقة أن كل ما حدث في بطولة أمم أوروبا وفي كوبا أمريكا والأولمبياد يؤكد أن المفهوم السابق عن هذا المركز قد تغير، وباختصار إذا كان لديك حارس متمكن فهذا يساوي القيمة الكاملة للتنظيم والدفاع والاستحواذ وصناعة الأهداف وارتفاع المعنويات وتحقيق البطولات.