الدوري.. ما زال جاري التحميل
تخبئ مواجهة الشباب والنصر الدورية الكثير قبلها وبعدها، التحضير للمباراة يتكئ على أمور فنية ونفسية ومعنوية، وبعدها ردة فعل تحكمها نتيجة المباراة وما يمكن أن يصرح به الطرفان إعلاميًا وانعكاس ذلك على جمهور الناديين.
أحداث آخر لقاء بين الفريقين، الذي انتهى بانتصار كبير للشباب على أرض ملعب “مرسول بارك”، لا تزال ناره خامدة تحت الرماد، ووضع الفريقين فنيًا وجدول الترتيب يزيد من سخونة المواجهة ويفتح باب التوقعات على كل الاتجاهات.
الشباب يفترض أن يكون الأكثر هدوءًا والنصر تحفزًا، لكن الواقع على أرضية الملعب الأقدر على كشف النوايا، إلا أن ما يسمى “بالجزئيات”، هي من تصنع المشهد، وتلك يشترك في تهيئتها المدربان وعناصر الفريقين، هذا يبدأ من النجاح في تسمية القائمتين الرئيستين، اللتين تبدأ بهما المباراة.
وبالنظر لأسلوب الفريقين، فالشباب يمكن الاستحواذ على وسط الملعب بفضل محترفه الأرجنتيني “بانيجا”، لكن النصر يمكنه إفساد ذلك بالاندفاع الهجومي القوي من الأطراف والعمق، الذي يعززه البرازيلي “تاليسكا”، وإذا كان الفريقان يملكان هدافين بارعين، المغربي “حمد الله” والنيجيري “إيجالو”، فإن الفارق بينهما يرتبط في استثمار ما قد يصلهما من فرص تسجيل.
يمكن أن يرضى الفريقان بالتعادل، فالخسارة ربما تتسبب أثارها فيما هو أكبر من النقاط، هي نتيجة جيدة للشباب في إكمال مشواره الناجح حتى الآن نحو اللقب، وهو للنصر فرصة لإعادة ترتيب أوراقه والتقاط أنفاسه، هذا يعني أن لفوز أحدهما مكاسب تتجاوز النقاط، ولغة التحديات، وأكثر من ذلك بكثير.
نتيجة هذه المباراة يقابلها أهمية من حيث المنافسة على اللقب لقائي الهلال وضمك والاتحاد والفتح، النصر يمكنه أن يحقق النقطة الـ 15 وفي إمكانها تحويلها إلى 21 بفضل مؤجلتيه أمام الهلال والطائي، والهلال يسعى للوصول إلى النقطة 22 عند كسب مبارياته الثلاثة أمام ضمك والنصر والفيحاء، والاتحاد إلى النقطة 23 على حساب الفتح، أما إذا كسب الشباب فسيضمن الـ 21 نقطة، هذا يعني أن الأندية الأربعة الهلال والشباب والاتحاد والنصر منافسون حقيقيون على اللقب، يضاف لهم ضمك بشرط فوزه على الهلال.
هذه العملية الحسابية البسيطة جمعًا وطرحًا، لن تكون بالسهولة نفسها على أرض الميدان، كما أن التعادلات يمكن لها أن تلعب دورًا تفضيليًا لأحدهم على حساب الآخر، وتعني أكثر أن الدوري ما زال جاري التحميل.